‘احمد سلامة وفراس’ على فراش السلامة

سرايا

ادخل الى مستشفى الاردن بالامس الكاتب الصحفي المعروف احمد سلامة مستشار ولي عهد مملكة البحرين لاجراء عملية زراعة للكلى بعد ان اصيب بانتكاسة صحية بسبب قصور في عمل الكليتين

وشاءت الظروف ان تكون كلية ابنه الاصغر فراس ‘ابو شاكر’ هي الاكثر تطابقا من بين عشرة من اخوته وابنائه وابناء عمومته اجروا فحصا للتطابق على نية التبرع، الا ان السماء كانت مفتوحة امام دعوات اصغر ابنائه بان تنتقل احدى كليتيه الى جسد، والده الذي سكن روحه منذ نعومة اظافره

احد الاصدقاء القدامى ظل يردد عبارة ان ‘ابوشاكر’ هو الاقرب الى روح والده ولم نكن نعرف ان فراسة هذا الصديق قد نفذت الى استشراف التطابق الجيني بينهما ايضا.

فراس قدم خصيصا من محل دراسته في بريطانيا لتأدية فروض المحبة لوالده كما يجب ان تكون وان يهديه كليته لتعينه على البقاء ومواصلة الجهد والعطاء.

‘ابو شاكر’ اختار ان يسلك نهج والده وارتحل الى بريطانيا ليدرس الاعلام والاتصال في جامعة ‘هاتشفيلد’ وهي ذات الجامعة التي حصل منها والده على دبلومه العالي، ولانه اختار منذ البداية ان يكون على درب والده فان القدر اختاره ليكون الوشيجة التي تعين ‘الاستاذ’ على مواصلة مشواره حتى النهاية يؤدي امانته، بيد ان المفارقة الاشد ادهاشا انهما يحتفلان بعيد ميلادهما بنفس اليوم على الرغم من ان الابن مواليدعام 89 والاب عام 54

يلتف مئات المحبين حول اسرة احمد سلامة وذلك للاطمئنان على صحة ‘الاب والابن’ و’الشيخ والمريد’ بينما يترقب من عرفوا احمد سلامة وعايشوه الاخبار، ونتمنى من الله تعالى ان يمن على الاثنين بالصحة والعافية وان يعودا كل الى مكانه في خدمة الوطن والمليك.

نتمنى الشفاء العاجل للكاتب والاعلامي الفذ احمد سلامة الذي سطر بكلماته نسيج الوطن فكان وما زال اصدق انتماء لرسالة المحبة، ولفراس سلامة الذي تبرع بكليته لوالده عرفاناً ووفاء للمدرسة التي تعلم منها ان المواقف لحظة رجولة تهتز لها اعظم المبادئ، فاستجاب بزهرة شبابه وايمانا منه ان الوفاء هو الشباب الدائم.

ويذكر ان الكاتب سلامة من الكتاب القلائل الذين طوعوا اللغة كمفردة اعلامية تخاطب العقول وتقترب من نبض القراء وكان اخر ما نشر له في الصحف الاردنية فضح مرثية الكذب التي مارسها هيكل فكان سلامة عنوان الاردن الذي تسلح بالفكر وديدنه ان الحجة بالحجة والنص بالنص.