“الفرحة الاولى” لاحمد سلامة في نيسان

فرغ الكاتب العربي الأردني أحمد سلامة من وضع كتابه عن عمَّان ( الفرحة الأولى ) ومن المتوقع صدوره أواخر نيسان من هذا العام.

الكتاب يقع في حوالي ٤٠٠ صفحة ويدون ذاكرة عمان منذ سنة ١٩٧٢ حيث وصلها الزميل أحمد محمود سلامة من نابلس طالباً في الجامعة الأردنية حتى سنة ٢٠٠٧ حين غادر فردوس الحب الثاني بعد نابلس إلى البحرين في رحلة حب بدت قسرية لعدة شهور وقتذاك وأضحت إقامة وجد صوفية أبدية.

أحمد سلامة، الكاتب الخلافي حين كان بالصحافة والموظف الاختلافي حين تخلى عن بلاط صاحبة الجلالة ليتشرف بالمثول عاملا في المقر السامي وهو الكاتب الأردني الذي قَلَب المغفور له جلالة الملك الحسين معادلة العلاقة بين الحاكم والكاتب واقتبس منه مقالا اتخذه خطابا للأردنيين والعرب في الخامس من حزيران ١٩٨٩ حين أسبغ عليه جلالته في ذلك الخطاب العلني صفات لم يحظ بها أحد لا من قبله ولا من بعده في عالم الصحافة والكتابة (جريء ومثقف ويحلل بوعي صادق).

يعود أحمد سلامة مودعاً حب عمان بشلال من حب عارم يحنو على لوزها وقثائها وينبش تاريخ كل رجالاتها. ويقدم الكتاب تصورات نظرية جديدة حول كل الذي جرى من خلاف جماعة الماو ماو / بقيادة احمد الطراونة وإسقاطهم اول حكومة ديموقراطية في الاردن حكومة فوزي الملقي حتى ظاهرة باسم عوضً الله⁠⁠.

ثمة نظرية جديدة يقدمها أحمد سلامة في كتابه ستثير جدلاً عاصفاً تحريض أبناء النظام على النظام -نظرية (الصياد والفريسة). كما يقدم الكتاب تصوراً جديداً للترتيب المتعمد من البعض لتسليم مقاليد (الأمن والتعليم والجامعات) للإخوان المسلمين.

ويحكي الكتاب عن خطيئة الدولة في التعاطي مع ظاهرة عبد الله عزام والخصومات الدامية التي أورثها انقضاض التيار الديني المحافظ على مدرسة الحداثة الرفاعية وكيف أدى ذلك الى قبول الدولة والمجتمع لأول مرة أخذ وزراء ابطال مثل صلاح بو زيد للسجن عبر قصص تلفيق أدت الى التحقيق مع قامة تاريخية نحتت غناء الوطن بمرحلتيه نشيدا اماراتيا وسلاماً ملكياً.

الكتاب فيه فصل كامل عن الجامعة الاردنية وآخرعن رجال وخصال؛ وفي هذا الفصل فيه إماطة الأذى والآثام عن حقبة في التاريخ الأردني صعبة. يبدأ الفصل بأحمد اللوزي وينتهي بموقف تاريخي من الكاتب تجاه تجربة (عدنان ابوعودة) بعنوان (عمي ابو السعيد).

وتجد في هذا الفصل كل من يخطر على بالك مع تنبيش حنون في دور عبد الكريم الدغمي الشبابي.

وتجد في هذا الفصل كل رجال الصحافة الذين خاضوا غمارها من جمعة حماد وحسن التل وسليم الشريف وابراهيم سكجها حتى محمود الكايد وسمير الحياري وعبد الله العتوم.

وتجد رجالات أدوا أدوارهم التاريخية دون المرور عليها بالتفصيل حتى الآن من مازن العجلوني حتى صالح الشرع ومن نذير رشيد حتى محمد البشير ومن سليمان عرار إلى عبدالسلام المجالي.

كما أن نساء كنّ في طليعة التغيير الاجتماعي وأساتذة جامعات قد كشفت أدوارهم لأول مرة في نهضة السبعينيات والثمانينيات.

كما أن فصلاً كاملاً عن ولاية العهد وعن فضائل ونبل الهاشميين يختتم بوضع الربيع الأردني الصعب في سياقه التاريخي حيث يخصص هذا الفصل لما أداه الملك عبدالله كمهمة نهض بها للتاريخ في إنقاذ اخر كيان للأمة وباسمها وحماية للسلالة التي تعرضت لأخطر منحنى.

كان هذا الفصل هو عن نبل الصبر لدى الملك، مدافعاً الكاتب عن نظريته ( في دور الملك كفرد في صناعة الحياة ( كفرد ) لأمته ومتجاهلا أدوار كل المؤسسات الأخرى وله في ذلك ما يقوله.

الكتاب تحفة ورحلة صنعها أحمد سلامة هذه المرة من وحي شيبته وراحته النفسية بعيداً عن صخب عمان وهمومها اليومية، تلحظ ذلك في اعتذاره لعبد الكريم الكباريتي وكشفه أسرار الهجوم الضاري وأسبابه الذي قادته ( صحيفة الهلال ) قبل عقد ضد الثلاثي البطيخي- المعشر(مروان ) – الكباريتي.

كما أن فصل المرأة يتوفر على رقة غير مسبوقة حيث اختار سيدات مثل سمو الأميرة بسمة بنت طلال والكاتبة زليخة ابو ريشة والزميلة جمانة غنيمات والسيدة ليلى شرف والسيدة سامية نفاع والدكتورة حياة الحويك.

ويتناول الكتاب فصلاً عن ابن الكاتب فراس الذي تقدم ببسالة الابن البار لمنحه كليته قبل عدة سنوات. وهذا الفصل فيه من إنسانيات الكتابة ما لا يخطر على بال بشر؛ وهو في النهاية لأحداث سردية جديدة في ثقافة التبرع بالأعضاء.

ويختتم الكتاب بفصل عن البحرين ولا يخفى حجم الشغف الذي أبداه الكاتب بهذه التجربة العربية الفريدة في بلاط الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد بكر الملك حمد وصديق الملك عبد الله الثاني الحميم. والتجربة البحرينية يبدو أنها ستكون كتاب مسك الختام لأحمد سلامة لكنه يعرض لونس البلاط الخليفي ويتوقف عل حب دافيء لعدد من شخصيات البحرين تمهيداً لكتابه اللاحق عن العقد الذي أمضاه في البحرين، وينتخب لذلك من مناقبية آل خليفة وحسن خلقهم العربي الشيخ خليفة بن دعيج آل خليفة رئيس الديوان الذي تجاوزت العلاقة بينهما الأخوة والإيثار كذلك يستعرض رجالات القصر الآخرين ورجالات العلم مثل الدكتورابراهيم الجناحي رئيس جامعة البحرين طوال ثماني سنوات وشخصيات شيعية معارضة بعقلانية مثل عادل المسقطي ونادر كاظم.

ويبرز في هذا الكتاب دور المرأة البحرينية المقدامة، وينتخب لذلك زميلة له عملت في ديوان سمو ولي العهد طوال الأزمة وهي نورين الذوادي ليتجاوز بعذ ذلك إلى فناء البحرين الأوسع فيستعرض شخصيات وكتاباً ومفكرين مثل سوسن الشاعر ومن أسماها بملهمة البحرين وأيقونة الخليج العربي راعية الثقافة والإبداع والأدب الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وعربيات سيدات والين تجربة البحرين وأسهمن في نهضتها مثل التربوية هنادا طه التي تعلم المعلم تعليم العربية بشغف لا يحد ولا يقلد.

عروبة البحرين هي قصة كتاب ( التجربة الحرة )و كيف تحيا الأوطان الصغيرة وتنمو بحكمة قادتها وسط عمالقة متربصين بهاـ وهو سؤال بحريني حضاري تجيب عنه البحرين.

@الاصلاح نيوز