كلام ما بعد ترامب ..

اقدمت قبل نيف وثلاثة اسابيع ربما على مغامرة ، الدخول الى عالم غيب ال ( SocialMedia ) عبر قناتي الفيس بوك وشيء اخر … ولقد كانت هذه التجربة بالنسبة الي ، قد سبقت تجربة ( الترامبية ) في واشنطن ، لقد كتبت عن كابوس اعترى وعيي انني ساحتفل بمطلع السنة الجديدة في العشرين من الشهر الحالي ، ظنا مني ان ترامب ماض في استنساخ واعادة انتاج تجربة ( هتلر الفوهرير ) .

وكان لدي اسبابي في يقيني ان ترامب قد اعد للامر عدته ، بان يحيل الكونغرس الى حالة من الشلل اما بقتل الرئيسة او بمنع التثبيت ، اوليس هو هتلر من جاء الى الرايخ عبر صناديق الاقتراع وباغلبية محدودة ؟!

ثم احال ارقى قلعة ديموقراطية اوروبية بعد لندن الى مقر لاقبح ديكتاتورية في التاريخ الانساني !!؟

….
كان ما سوف يكون ولقد اقدم ابن موسسة مسابقات الجمال ( ترامب ) على احالة تجربة الديموقراطية الامريكية ( الى سيرك تهريجي ممل ) كان ذلك في الهجوم على الكونغرس في السادس من هذا الشهر !!

ولقد اثبتت الموءسسة الامريكية العتيدة ( رياسة البرلمان ، وناءب الرءيس ، والجيش ، والاجهزة الامنية ، وقوة الحكومة المحلية في واشنطن )
انها لم تزل بعد قادرة على الاداء الحامي للتجربة الامريكية التي اختطفها ( عتاة العنصرية البيضاء البغيضة لسنوات اربعة )
…..
لعل اهم عنصر لنجاح الديموقراطية الامريكية الموقت ( لان اهوالا ماثلة لم تزل باسطة ذراعيها على الوصيد الامريكي ) … هو ان الترامبية كايديولوجيا تتناقض كليا مع بنية محتمع المهاجرين امريكا امة من دون املاءات مسبقة.

ولعل المجزرة اللانسانية التي اقترفت بحق الهنود الحمر لحظة التاسيس لدولة الرعاة والمجرمين وقطاع الطرق ، قد مهد واسس الى الحيلولة دون نشوء كتلة حرجة تخطف المجتمع حتى لو كانت هذي الكتلة هي كتلة التاسيس من البيض ، ان المحتمعات ذات الطابع المتخالط والقاءم على التعددية
مهما كان جبروت الخط الترامبي المعاكس لحركة التاريخ فانه سياخذ ذاته الى المحرقة او المزبلة لا فرق !!

امريكا

دخلت مخاضا مرعبا لم تشف منه وعلى شدة مقتي للغطرسة الامريكية ومخاصمتي اتباعها لانها كانت غير عادلة وشريرة في التعاطي مع امة العرب
فانني تنفست الصعداء بتخطيها لازمة تاريخية اهتزت لها اركان الامبراطورية الامريكية وترنحت !!

فرحت لسببين

انني بت مطمءنا على يقيني ( ان الاقلمة والعنطزة والاستعلاء والتفرد من جهة واحدة بالدولة اية دولة ، لن يكتب لها البقاء مهما ظن اي متجبر انه قادر على فعل الاقصاء للاخر ، ) وكذلك انني رغم كل تحفظي على محاكاة الغرب كحضارة ستظل عندي اخف وطاة من استعلاء الجنس الاصفر ( بطبعتيه الصينية واليابانية على البشرية ) ….

ثمة دروس مستخلصة بسرعة الكتابة الصحفية لا بعمق التحليل الاكاديمي سامر عليها اليوم ….
……..
اولا :

ساغلق حسابي اليوم او غدا على الفيس بوك ، ذلك ان هذا القفص المدجج بالنعومة لا يغني ولا يفيد وبلحظة واحدة كان اعتى خصم للصحافة التقليدية مربوط في قاع القفص المغلق حين منع ترامب من مزاياه اذن اكذوبة الحرية في وساءل الاتصال الحديثة هي ديكتاتورية محصنة بقرار من منتجها فقط …
ثانيا :

ان التاريخ الانساني سيذكر دور وساءل الاعلام التقليدية في حماية الدولة ومنجزاتها وان صحيفتي ( الواشنطن بوست ، و النيويورك تايمز ، ومحطة ال(CNN ) قد شكلت خط الدفاع الاول في دحر نهج الديكتاورية الترامبي ودقت عنقه
بصمودها لان القاءمين عليها لم يكونوا اجراء بمعاش كانوا مومنين بموسسات بلادهم
وعلى يقين من دورهم القيادي الشريك للموسسات الاخرى دون تبعية …
وبهذا المعنى ان اية دولة تفرط في مكسب موسسات بنيت بالدم والعرق
اعني الموسسات الاعلامية ، عليها قراءة التجربة الامريكية بعناية ، والوقوف على دور وساءل الاتصال التقليدية في حماية الاوطان من الانحراف ….
ثالثا :

في رواية الابداع الامريكي ( جاك لندن ) العقب الحديدية ( بضم العين في العقب ) ثمة نبوءة ماركسية مشرقة قبل اكثر من مئة عام للذي جرى على عتبات المونغرس حرفيا
ان النخبة الامريكية ، عليها واجب مراجعة ( النزعة الفردية الجاءرة ) في نمط الاستهلاك الامريكي ،
ان ارتقاء التقدميين اليهود وطلاءع المفكرين السود وبعض نماذج من الاقلية المسلمة في امريكا ، تبشر بامل او ببصيص منه في امريكا
لقد ان الاوان لاجراء مراجعة عاقلة هادفة لفكر ( صموءيل هنتنغتون الارعن ) في صراع الحضارات ولان بوءس فلسفته قد انصبت على الاسلام
فان كلا الامتين الامريكية والاسلامية ( والعرب منهم على معنى الحصر ) علينا واجب مراجعة امرين الفردية الامريكية ومقاتلها على البشرية وماسيها
والتطرف الديني هل اتى به الينا ارناط ( في القرن الصليبي العاشر ) ام غورو واللنبي في القرن الاوروبي العشرين
هل داعش ولدت من رحم تلك اللكزة ( من بسطار غورو المتشدد لمثوى مقام صلاح الدين المقدس في رحاب الاموي )
وصرخته ( ها قدعدنا يا صلاح الدين …..!!!
ان الاصلاح الديني في بلد مثل مصر او الاردن او سوريا ولبنان وفلسطين هو من يردع اليهودية المعاصرة من التجبر في الشرق الاوسط ويرجعها الى حجمها الحقيقي ديانة لافراد ارهقهم ملاحقة الاضهاد المسيحي منذ قانون ( المشورة ) في القرن الفرديناندي الايزابيلي لحظة الانقضاض على روح الحياة الحرة فيدالاندلس ….

ختاما :

في ظلال مئوية الدولة الاردنية العربية الهاشمية ، واهم من يطن ان البقاء للاصلح ، وواهم من يظن ، ان الغزل في الانجازات يحميها ، ان دولتنا هذه مجيدة بناسها ومجيدة بقيادتها ، ومجيدةفي مكانها العبقري، ومجيدة في نبل رسالتها .لكن مجدها يبقى بحكمة المراجعة النزيهة
وحكمة القراءة المتاتية للتجربة الامريكية ، التي بسبب غفلة من تعصب كادت ان تمضي امبراطورية باكملها الى الغيب المجهول ….فالعدل اساس الملك والناس ترنو الى ان تجد نفسها ممثلة في الحكم بعدالة وبنزاهة ومن غير خفة التجريب الذي اضحى مملا … تجربة امريكا مهمة لنا وتاريخية
وعلينا ان نستفيد من قراءة عوامل السقوط ، وعناصر الصمود والعاقل من اقتنع بمصيبة. غيره
وسلام على عمان دوما عاصمة للعرب
وعاصمة للحب الاخوي …


 

نشرت في : @عمون