الأستاذة الملتزمة إنسانيا ومهنيا فيما تكتب، جمانة غنيمات…
سيدتي…
ثمة في الحياة (دهشتان)، دهشة السؤال، ودهشة البحث عن جواب!
وعلى مدار المسعى المقدس والنبيل، للأنبياء، والرسل، والفقهاء، والعلماء، كان (السؤال) هو الدهشة الكبرى.
وكان هو السؤال… من أنجب الهداية للإنسان إلى الله سبحانه وتعالى، وكذلك التوحيد؟
وعلى مدار الأربعين عاما الفائتة، هي كل عملي في السوق ممتهناً الكتابة حيناً، والصحافة حيناً آخر، كنت أسعى جاهدا إلى البحث عن أسئلة، تقيني شر الجهل والتطرف وتفتح لي منافذ للمعرفة. متشبثا بدهشة السؤال لكي أظفر بالجواب.
والحق أقول لك أيتها الفاضلة،
إن أخطر سؤال قد علق في ذهني على مدار كل هذه المرحلة التي وافيت بها فصل الخطاب الأخير في الحياة، هو سؤال للدكتور فؤاد زكريا يرحمه الله. ذلك الفيسلوف الذي فتن كل جيلنا بمعرفته الشاملة، والناعمة، نعومة مجرى النيل الوادع قبل حكاية (الأثوبة)!
فأقص عليك قصة الأستاذ الدكتور فؤاد زكريا. في مطلع هذه الرسالة إليك. لأنك أنعمت عليّ (انسانياً)، بدهشة من سؤالك في مقالتك أمس، مرة أخرى في حياتي أعثر على سؤال يدهشني منك بعد دهشة سؤال فؤاد زكريا.
ولست أدري إن كانت هذه الرسالة هي محض شخصية لك تعبيرا عن امتنان وافتتان بكل ما أتيت به من مواقف مكتوبة وتصديك بجسارة لقضايا بدت مفصلية وامتحانا لجيلك من حادثة البقعة وما ألحق بها من تأويل. ومعركة الوزيرة والنائب، وقضايا أخرى شكلت عناوين احترام لوطنيتك ومهنيتك، وأمر النشر او عدمه هو لك. ذلك ان قرار النشر كما كنا نتفق على ذلك ونحن في المهنة (أن الصحيفة والمقالة والصورة والعنوان، هي كلها صورة لرئاسة التحرير، ورئيس(ة) التحرير)، بتوقير تام للتاء في آخر الرئاسة، وهي عندي (أي التاء) تدرك حد القدسية، لان الله سبحانه، ما أرفع حكمته، قد بادر إلى أن كلم مرة واحدة على مدار كل الألوهيات، وقواعد العشق بين الخالق والمخلوق، كان قد كلم امرأة مرة واحدة دون إلحاح أو رجاء منها، هي مريم بنت عمران عليها السلام، بل على العكس إن المبادرة كانت محض إلهية، لاعانتها في الولادة القصية.
في الوقت الذي التمس كل انبيائه ورسله، عليهم صلوات الله ورحماته، إما النظر إلى جلاله، أو تكليمه، أو الاستماع إلى عظته.
لكن مريم، وحدها من حظيت بهذا الشرف الإلهي ويترتب على ذلك الطاعة منا له سبحانه وتعالى في النظر للمرأة، والنظر للمسيحية، نظرة تتأسس على هذا التقدير الإلهي لهما.
من جديد أعود إلى دهشة السؤال، حين ظفرت بسؤالين ملؤهما الدهشة، سؤال الدكتور فؤاد زكريا، وسؤال الأستاذة جمانة غنيمات.
***
فاجأ الكاتب المصري والسياسي أيضا محمد حسنين هيكل العرب والمصريين بكتاب عن السادات بعد أن مضى إلى قدره مقتولا في استعراضه لجيشه، ومن أحد ضباطه في مطلع الثمانينيات.
الكتاب كان بعنوان “خريف الغضب”. والحقيقة أن الكتاب ذاك قد شكل صورة من صور الحقد الدفين وغير المبرر، وقسوة لم تدانها قسوة على ميت فقد قدرة الدفاع عن نفسه.
وأثار ذاك الكتاب ضجيجاً شكل (أي الضجيج) مسعى دائما لصاحبه حين يكتب. عشرات بل مئات ممن (أجروا) تدخلا على الكتاب من مشاهير العصر بالسلب أو بالمدح سواءً بسواء.
كل تلك المعركة الفكرية الضارية أنتجت سؤالاً واحداً انتفض طازجاً ومستقبلياً، ونقداً لافتاً بموضوعية.
على ما أحب أن أتذكر. فإن الدكتور الفيلسوف الذي كان معارضا للسادات ومرحلة حكمه على طول الخط حين اندلعت المعركة ضارية حول خريف غضب هيكل، كان استاذا زائراً في جامعة الكويت على ما أظن، وكتب مقالته المدوية. تلك المقالة كانت سؤالاً عن المرحلة كلها، كان عنوان الدكتور زكريا النقدي لهيكل وكتابه “كم عمر هذا الغضب”؟!
كانت مقالة زكريا الفكرية قد أصابت من جهد هيكل مقتلاً بسؤال واحد رداً على كتاب.
لكن فكرة البحث عن عمر الغضب لدى الشعوب قد جاء جوابها عقب ما يزيد على ثلاثين عاما حين تحول الغضب من سؤال إلى فعل. فجرف مصر كلها إلى حكم العمائم!
ومرت الدنيا من جنون إلى حماقات في عالمنا العربي من سبي لبناتنا الأزيديات، كصورة من صور العار؟! نحمله جميعا إثماً من آثامنا. ولكل من عاش مرحلة هذا العار صورة مخجلة. وحتى حرق كنائس القبط قبل زوال مبارك بأيام، كل ذلك كان قد تم وجرى برغم أنه إلينا قريب لكنه كان عنا (بعيد) حتى جاء سؤالك بالأمس سيدتي في مقالة مرثية شادي أبو جابر ولا أحب أن أتخيل أنها المقالة اليتيمة بل قولي الدرة اليتيمة.
وأسأل الله ألا يكون سؤالك بنتيجته مثل سؤال الدكتور فؤاد زكريا وألا يتحول إلى فعل وذلك إن تمكنا من الإجابة عنه، كان سؤالك هو الراهن في المرحلة.
لقد صفعني وعيك بهذا السؤال حد القهر حين تحديت به كلنا أجمعين بقولك (كم عمر هذا الحقد). أترين على مدار أربعين عاماً ظفرت بسؤالين معرفيين، الأول لفؤاد زكريا كم عمر هذا الغضب، كان سؤالا استهزائياً بكل من يصطنع الغضب الشخصي ويسوقه على أنه منهج للتفكير. والثاني كان سؤال جمانة غنيمات الجسور كم عمر هذا الحقد.
إذا لدينا الحقد ومطلوب منا أن نعرف عمره في الزمان ومن أين جاء للمكان!
أحاول هنا مسعىً بريئا في إحداث تدخل على سؤال تاريخي راهن والمعذرة من الاطالة، فإنني لا أسعى الى كتابة مقالة تعالج فكرة بل إنني أحاول إيجاد فكرة، علها تعين على فهم سؤالك الراهن الذي هو عنوان المرحلة.
والسؤال الذي خطف القلوب والعقول كم عمر هذا الحقد؟ على ماذا تأسس؟
إن (انسانا) فتىً يافعاً يحمل غيتاره ويغني، يدندن للحياة طرباً فمضت عنه الحياة بحادث دهس مروع واختلف الناس في بلادنا؟ تصور كلمة بلادنا شو عذبة أي انه ما زال لدينا (بلاد). وهذا امل انتفى عن العراقي واليمني والليبي والفلسطيني والسوري وحتى التركي وكلهم من حولنا.
(بلادنا) هل هناك أحلى للمرء من أن يكون له (بلاد)؟!
كم عمر هذا الحقد؟
إن أناسا في بلادنا يزعمون أنهم يمثلون الإسلام (باغتونا) بالمناداة علينا متجرئين علينا من خلف سفوح تفكيرهم صارخين (أن حيّ على التعصب وحيّ على الجنون وحيّ على الحقد).
ويبدو أن ذلك كان كثيراً مما استوجب (فتوى حيية) وحيية جداً (أجازت) التعزية!
في الوقت نفسه كان القوم قد تقاطروا إلى بعض جنائز وبيوت عزاء قضى أصحابها موتاً مشيناً إما في باكستان بعد أن صنعوا إحدى القواعد المناهضة للعقيدة والحياة، وإما من حملة فكر (التقتيل بالتحريق) الذي أصاب من قلوبنا ناراً مست روح (معاذنا) يرحمه الله ويرضيه، يُعزّى بهم وتُفتح لهم الأبواب وكأن الشريعة استتبت على يقينهم هُم، وهم من يمنح صك الغفران ويجيز الترحم أو لا.
أنا شخصيا كإنسان لي بلاد، عاتب على كل كتابها وعلى مفكري المرحلة وعلى الشخصيات العامة للمرحلة وعلى نساء المرحلة وعلى رجال المرحلة الذين مرروا هذا (العيب) المريب في بلادنا ولم يتصدوا له، بل قبلوا بصمتهم أن يطرح للجدل الإجازة للتعزية بإنسان قضى نحبه يغني فرحا بالحياة ومؤمناً بالله.
هل يعقل أن كل هذا الجرم لا يحرك القلوب والعقول في بلادنا لتظل بلادنا بلادنا. كي لا يتحول الحقد إلى فعل، فقط كل هذه الريبة في طرح هذا السؤال بجواز الترحم أو عدمه اقتصر على سؤال من جمانة ومقالة لها.
بصراحة استحيت، فخجلت، فكتبت لك لأن الذي جرى من صمتٍ هو التباس غير محايد، هل أزل فأقول غير نبيل ولا أظن أنه بريء؟
إن أول الحرب كلام يريدون لنا. وقد فرضوا علينا أن نقبل منهم إدارة حوارٍ حول الدين ومن ثم ننزلق إلى فكرة الواحدية، ثم نبدأ بالسؤال هل المسيحي مواطن؟ أوليست هي ذات الريبة التي يثيرها من يطرح ويعمل عليها من بؤساء فكرة التقسيم لمن هو شرقي من النهر أو غربي خلفه، إنها ذات الحيلة في تدوير الزوايا والهدف واحد.
إن من مرر قصة عدم جواز الترحم والتعازي لشادي وسكت هو شيطان أخرس، ولا يقل قبح موقفه قبحاً عن الذي طرح الترحم على شادي والعزاء به كموضوع للحوار.
***
ألوذ بك أيها العربي الأبي الصادق الأمين والحداثي التقدمي، أنبل حداثي عرفته البشرية حتى الآن، هو محمد العربي النبي صلى الله عليه وسلم.
هل (شادي) بحاجة إلى إجازة للترحم عليه والعزاء به يا رسول الله؟ أوليس من العار علينا أن ندعي الإسلام ونحن نحاربه بجهالة؟
إن الرسول صلى الله عليه وسلم محمد قد استلهم حكمة ربه في العدل والمساواة وتماهى مع ذلك حدّ إدراكه الإيمان. الله سبحانه وتعالى يقول في سورة البقرة، الآية (285): “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ” (صدق الله العظيم).
لاحظ أمر الله سبحانه، (لا نفرق بين أحد من رسله). إذا كان الله قد أفتى وأمر وقرر أن لا فرق بين الرسل، هل ذلك يؤدي إلى وضع فوارق بين أتباع الرسل؟ إن القياس والاستنباط يجيزان القول إن عدم التفريق بين الرسل، يُلزم بعدم التفريق بين أتباع الرسل.
إذا (شادي) هو محصن بأمر من الله سبحانه، بأن لا فرق بينه وبين شادي آخر يتبع رسولا آخر إلا بالتقوى.
وإذا كان المفتاح هو التقوى فإن الفتى الموسيقي الذي أطرب وأمتع الحياة وغنى لها وأسعد بموهبته الممنوحة له من خالقه ذويه وأترابه ومعارفه بالخلق وبالونس وبالحياة في بلادنا هو أكثر تقوىً ممن امتشق حسام القتل والذبح والحرق.
ومع ذلك فإن الفسقة والمنافقين يجيزون لأنفسهم ويحثون غيرهم على المشاركة وفتح بيوت عزاءٍ لقتلة معاذ الكساسبة ويرهبون بلادنا كلها في طرح أسئلة لا إنسانية. كم عمر هذا الحقد ومن أين جاء؟!
إن أخطر عنوان وأهم مرجعية وأثبت برهانٍ على الإسلام هو القرآن الكريم كنص مقدس، والرسول بصفاته المبلغ، والقدوة، والإنسان النبيل، والملك الحداثي، هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، الذي هتف ذات نصرٍ لاح، ذات يوم: (أنا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب).
هذا النبي الذي لا يكذب أهله، والذي أسس قواعد العشق للعبادة والحياة والحرية والتقدم أيضاً قال ذات تجلٍ فكري مدهش يتضمن توجيهاً أبدياً للأتباع المحترمين وليس الأفاقين المصابين بعمى التطرف وبحمّى الفتاوى من الجهلة. قال الحبيب محمد صلوات الله عليه وسلم (استوصوا بالقبط خيراً، فإن فيهم ذمة ورحما).
لماذا قال الحبيب استوصوا؟! ولم يقل توصوا أو لم يقل أوصيكم، والفرق بيّن واضح ظاهر بين استوصوا وتوصوا هو هو ذات الفرق بين من يشيع (شادي) ومن يترحم على (شادي) ويدعو لشادي بالجنة، وبين من يهرف بما لا يعرف ويفتي على هواه.
(استوصوا) كلمة محبة، مفعمة بالتكافؤ، مدججة بالمساواة والتداخل العاطفي.
كيف لأتباع الحبيب المصطفى أن ينسوا أن مارية القبطية أم إبراهيم من أهل بيت رسول الله وكانت شريكة لرسولنا الحداثي المذهل زوجةً وأم ولد؟
ثمة سرقة واختطافٌ منظمين للمسجد والفتوى، الخطبة في الجمعة وفي صكوك الغفران؟!
ثمة (لصوص نصوص) يريدون إذلالنا بإدخال فيروس الضغينة تحت جلودنا والحقد والسفاهة تمهيدا لينقضوا علينا بسيوفهم ولحاهم التهديدية وليست (لحىً) ايمانية كإشارة دعوية للتسامح.
أوقفوهم
اردعوهم
إلعنوهم
حاصروهم منذ بداياتهم كي لا يقع عندنا ما وقع عند غيرنا
كم عمر هذا الحقد ومن أي جاء؟
مذهلٌ هذا السؤال ومرعب أكثر العثور على إجابة له.
مسيحيو بلادنا، ليسوا ضيوفاً عليكم
مسيحيو بلادنا، لا ينتظرون منكم (مفتاحا خمينياً) يدخلهم جنتكم
ثمة جنة لله تنتظرهم
مسيحيو بلاد الشام هم ورثة عيسى العوام شريك صلاح الدين في النصر وفي الدخول إلى القدس، وهم ورثة قساوستنا المحترمين النبلاء الذين أطلقوا على غزو الفرنجة لبلادنا كلمة الغزو الصليبي.
ومسيحيو بلادنا، ليسوا نصف مواطنين لنعزيهم بميتهم ولا نترحم عليه
مسيحيو بلادنا، كل بلادنا.
أيها الناس،
بكل الحفاوة والتقدير للمرحوم ياسر عرفات كزعيم لشعبنا غربي النهر، فإن زعامة المرحوم جورج حبش كانت بمذاق وطني لدّاوي آخر لا يقل عن زعامة وحفاوة أبو عمار، إن لم يكن قد زاد، وزعامة نايف حواتمة كانت بطعم وطني انساني بلقاوي آخر، ووديع حداد لم يفطن أحد لمسيحيته حين دوخ الغرب والشرق من أجل فلسطين.
هل كان ثمة أحد يملك قلباً أو لساناً أو دفتراً للحكايا في بلاد الشام كلها، حين كانت فلسطين (مقدس العرب) وحجّهم الدائم، هل كان من يتجاسر فيبحث عن ديانة جورج حبش أو مسيحية نايف حواتمة؟
الأردن بلد القانون، بلد المواطنة، لا بلد الفتاوى الحاقدة
الأردن بلد المسيحيين والشركس والأرمن والمسلمين.
الأردن بلد الإنسان الذي تعلم بالقرآن.
الأردن حين يقال بأنه بلد عشائري فإن ذلك يعني مباشرة بلد الانحياز للمواطنة والقانون. ألم تر كيف فعل ابن عشيرة العدوان حين جرح المارق الآفق أحد إخوته أثناء ملاحقته إثر ارتكابه لجريمة البقعة؟ ابن العدوان لم يقتل القاتل برغم أن عدالة الله والقانون والعشيرة والدين كلها تبيح له قتله.
أبدا ما قتلوه وما أحرقوه، بل أسلموه لعدالة الدولة وحكم القانون.
هؤلاء هم قومنا وهذه هي بلادنا.
قولوا جميعا في المساجد وفي الكنائس، اهتفوا جميعا في الصحف وفي التلفزة، وفي كل المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي: هذا زمن الترحم على شادي وهذا زمن المباهاة بدين شادي والاعتزاز بأهل شادي.
اكتبوا احسن ما تحفظونه في التسامح والخلق النبيل والوحدة الطيبة العذبة البريئة.
ورددوا أطهر ما جادت به قريحة زعيم أو عقل الملك فيصل بن الحسين الذي نادى قبل قرابة مئة عام صارخاً في وجوه الشر: الدين لله والوطن للجميع.
أوقفوا هذا السخط وهذا الجنون عند حده. إن الصلاة على روح شادي أبو جابر والترحم عليه علانيةً واجب علينا جميعاً.
أطلقوا اسمه على مدرسة، سموا أحد ميادين الفن والثقافة باسمه، ثبتوه في ساحة حرية وحب. كذا هو الرد الحاسم والمطلوب كي نرد على سؤال المرحلة: كم عمر هذا الحقد؟
أيها المسلمون كلكم في بلادنا،
قولوا بصوت واحد ان شادي منا.
أيها المسيحيون في بلادنا،
علّوا أصواتكم بالقول كلنا شادي.
أيها الأردنيون الجموا الفتنة بلجام من نار، أطفئوا خطر الطائفية الذي أطل برأسه وقحا ومن دون حياء.
أيها الطائفيون، لا تفترضوا، فإن نار حقدكم ستحرقكم.
أيها الأردنيون، كونوا عرباً كونوا قدراً واحداً ولتكن هذه الفتنة عنصر توحيد لنا.
إن من حرق قلوبنا بحرق معاذ ليس بعيدا عن الذي يريد أن يحرق وطننا بعدم السماح لنا بالترحم على شادي.
المجد لروحك يا شادي أبو جابر، والعزة لكل دمعة ذرفت على روحك الطاهرة.
لسنا شركاء في الوطن، لكننا نتشارك في حب الله. قال تعالى: “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ”.
ونحن لا نفرق بين أتباع رسل الله سبحانه وتعالى.
نشرت في: