ثمة إناسٍ نبلاء يمرون في حياتك يعلمونك الحب ويعمقون فهمك للحياة ويمنحونك طاقة خلاقة.. ومهما يمر على وقوع هذه الحالات من قلة في حياة البشر، ومهما باعد الزمن والمكان معها الا انها تبرق في لحظات الضيق..
أتذكر الآن وأنا في ( المنتصف ) من محاولة التصدي لاجتياح الكورونا لبدني والابقاء على روحي فوق التداعي الجسدي اتذكر روحا هفهافة صديقة خارقة لكل نواميس الوعي والسخاء ونكران الذات تعلمتني كل طعم المذاقات الونيسة في الحياة
إنه الأكاديمي الإعلامي ( مازن مصطفى ) الحبيب الغالي الذي استولى على كل ذاكرتي معه في لندن لنصف عام قضيتها في كنفه وكانت اقامة قسرية في ظروفها الخاصة ؛بمعنى ادق تسلحت به كانسان ابن اصل مريد ليعينني على التخلص من هذا الوباء اللعين ، الذي داهمني مثل من قرر الرواح الى الحج والناس مروحة ..
أُملي علي في حياتي مرات ثلاث الابتعاد عن عمان ؛وبصراحة كانت كلها خير ،ورابعة أمليتها على نفسي في زمن الكورونا حين هجرت عمان قرابة السنة والنصف في معركة الوطن الكبرى وأويت بجوار الخل الوفي زيد الحموري في دبين نحكي عن الذي فات ، ولا نعلم ما هو القادم طوال المحنة الكبرى التي واجهت البشرية وتجنبت الاصابة بالكورونا
وظل زيد الحموري يحثني ويلح علي (شو ظل لك بعمان، الجديد من الرجال ليسوا بحاجة لمجرد رؤية امثالك في عمان ، عاصمة الاستثمارات الكبرى ف إلبد وخليك هون بدبين ، انت صحتك قد حالك بتروح فيها اذا لطتك الكورونا)
وكنت اضحك من قلبي فانا لا ابحث في عمان عن اعتراف من احد انا حصتي في عمان وافرة ؛احفادي واولادي ورفيقة دربي واهم من كل ذلك حروفي التي تركتها تحت كل عتبة من المحبين … الكاتب لا يبحث على اعتراف من احد ( اي احد ) فكلنا يتذكر المتنبي والجاحظ من دون معاناة وغيرهم مضوا دون اي ذكر
اليوم لا احس بالندم فقط لانني لم امتثل لامر الحبيب ( ابو الفرح / زيد ) بل انني اتحسر لأني لم انفذ امره ….! يا الهي شو فظيع هذا الفيروس ( السافل ، البلاء ) واخطر ما فيه انه ينتزع منك المقاومة على استباحتك لست ادري ما الذي جعلني اربط بين فايروس الكورونا والاحتلال اليهودي الصهيوني القبيح لفلسطين والجولان ،؟! لأن كليهما يجتاحك بدون قوة لديه ذاتية بل يستند كلاهما في معركته على انتزاع حق المقاومة
يا الهي ما اصعب ان يجتاحك احتلال او فيروس لا تقوى على صده فقط تنتظر اين الهجوم اللاحق…. لا اريد ان احكي عن الفيروس واثاره جنبكم الله شره وكل ما ارتجيه لكم الا تدخلوا في التجربة مع هذا اللئيم الذي يجردك من قدرتك ثم يستبيحك ! يا الهي ما اصعب صفة الاحتلال انه فيروس ماكر لا حد لاثره
الصديق والطبيب الانسان الذي يتابع كل مرضاه وانا أحدهم كمن يهز سرير طفله لينام ( ابو طارق يوسف باشا القسوس )
تخيل هذا الاسم ( يوسف و القسوس )
يوسف الذي جعل من ظلم الاخوة عليه جنة من عطاء حين تعلم تأويل الاحاديث وجنب مصر المجاعة والقسوس هؤلاء قساوسة الكرك الذين ما فرقوا في حياتهم بين شرق وغربي في الكرك يوسف باشا أمرني مع وجبة من توجيهات الا افكر في المرض فقررت الكتابة
وعلى حين فجاة رن هاتفي واوصلني الغالي سعد مع صوت سمعته اول مرة على الهاتف كان معالي الدكتور فراس الهواري الوزير الحليم الانيق يطمئن على حالتي ويرشدني الى ما هو خير لم اكن قد تشرفت بمعرفة معاليه من قبل لكن مودته النبيلة قد رعتني عشرات السنين الى فرسان تلك العائلة الموغلة في الجنوب والمدججة بالاخلاق والطيب
ولقد عرفت منهم المرحوم ابو عامر سليمان الهواري الذي خسرناه مبكرا بحادث سير وعبدالله الهواري ذاك الصديق المديد القامة والقلب
في المرض يتكشف لك طيب البشر ف اسامة جاري وابني الحبيب قد احاطنا بحب وود تعجز الحروف عن الوصف
دوما كنت ارثي لحالي وحال ام رفعت لأن الله قد حرمنا من البنات ….عند الصبح اليوم صحوت على صوت أسامة يحيط والدته المصابة ايضا ببحر من حب والحق انه ابكاني كيف لهذا المفكر الذي أغار منه حين يقول ويحلل رغم تباعدنا في الاجتهاد الاعلامي كيف يصير لأمه ابا واما واختا وولدا
لا تخشى من مصاحبة عاقل…
دوما كلما اسمعه يتحدث احزن عليه لأن ذكاء المرء محسوب عليه وكما قالت المعتزلة ( العقل جزء من الرزق ) الا في بلادنا فالعقل جزء من الحاجة وجزء من المحاربة
سبحان الله !!!
ساكتب
عن محبس لندن سنة 1996وكيف صار رجلا في حياتي بما وجهني اليه نحو المسرح والسينما والرواية والكتاب واللغة اهم من كل الجامعات التي درست فيها انه مازن إبن حسن مصطفى الذي انجد بوعيه قرية بتير سنة ١٩٤٨ فانقذها من الضياع
وسأكتب
عن محبس البحرين عام 2008الذي كان محطة للفرح والرضا
وسانهي ان نجوت من فيروس الكورونا عن محبس الكورونا سنة 2022.