اخطأ ابو مازن حين وقع ..

ليست فكرة المقال هذا اليوم، هو مساندة الرئيس الفلسطيني ابو مازن، اعانه الله على ظروفه الوطنية والصحية والهجمة الالمانية…
لكن نيتي من هذه المداخلة تتجه الى شيء اخر هو التفاوت بالسرديات، وذلك لا يفسد لطعم الهولوكوست مرارة…

هكذا هي الحياة، سرديات متناقضة حينا، وتؤازر بعضها بعضا حينا اخر ولا ضير من اعتبار ما ساكتبه اليوم رياضة انسانية حول سردية الهولوكوست واخضاعها لزوايا رؤية او (رؤيا) اختدمت فجأة في ظل التوتر التاريخي الدائم بين الفلسطينيين ويهود….

ابدأ ببعض مسلمات
اولا : منذ نشوء فكرة المسألة اليهودية في التاريخ الاوروبي المعاصر حتى اللحظة التي تم فيها ايقاع عقوبة (الرجم الالماني على ابو مازن) لم يكن هناك شيء اسمه (القضية الفلسطينية) اوروبيا ولا امريكيا في وقت لاحق..

ثانيا : ليس فيما اظن قد اورد الفكر السياسي العثماني في اخر قرن من عهدته على بلاد الشام اي خصوصية للشان الفلسطيني، وما المزاعم العاطفية التي يوردها المتعاطفون فينا الخاصة بمواقف عثمانية حاسمة او رصينة على يدي السلطان عبد الحميد ما هي الا اماني دينية تحترم ليس الا لكن الحقيقة هو ان بشاعة الاستيطان ليهود وقبحه قد تم تحت سمع ونظر وموافقة العثمان (بيتاخ تيكفا/ الامل.. الفلسطينيون اسموها (ملبس) اول مستوطنة مدينة انشئت عام ١٨٧٦ ومونتيفيوري اشترى تل ابيب ١٩٠٠٥ ولا حزب اللامركزية العربي في مؤتمر باريز سنة ١٩١٣ قد ادان الاستيطان اليهودي وشن عليه نجيب نصار حملة ضارية في صحيفة الكرمل)

ثالثا: اول من اظهر فلسطين كقضية هم الهاشميون وتمادى الموقف الهاشمي مع هذه القضية حتى اضحت خسارة الطرفين متقاربة لا بل ان الهاشميين قبلوا بثمن موقفهم من عروبة فلسطين باقدس الاثمان المعروفة في التاريخ ولقد اقبل الفلسطينيون ولاء مطلقا بازاء ذلك صوب تجديد البيعة الهاشمية الدائمة ولكل الملوك دون النظر الى الربح والخسارة ولم ينظروا الى اشياء صغيرة (كحرمانهم من وظائف محددة او تصنيف مواطنتهم ( بالوان بطاقات صفر واخرى خضر ) ولقد التمس وتوسل قادة فلسطين من القيادة الهاشمية في تموز ١٩٣١، ان يرقد الشريف الذي شرفه نسبه، ونسبه شرف الامة كلها، في مرقد الاقصى لانهم ادركوا ان الهاشمي وهو ميت بقادر ان يقدم لفلسطين والقدس من ملاذ وحماية فوق كل ما يقدمه حكام الامة الجدد ان ترجوا الملك عبدالله الاول وجلالة الكبير نفسه ان يكون مرقده مقدسيا لان في ذلك حماية للقدس فالحكام الجدد وهم احياء لن يمدوا يد المؤازرة والطيب لفلسطين من اقصى المغرب الذي يستباح الاقصى من بالهم كل يوم حتى من كان مصدر سيادتهم وتفوقهم مخزون الطاقة التي انعم الله بها على كل العرب لكن اهل الطاقة احتكروها كثروة لهم يفرضون بها سطوتهم في التطبيع مع يهود ان قرروا ذلك، او في التحالف مع ايران او معاداتها تلك امور تخص اهل الطاقة وحدهم وفلسطين خارج القصة

رابعا : لم يكن اليهود في اية لحظة بعلاقتهم بالعرب، محط تكافؤ او محط منافسة او محط اضطهاد ابدا، نشوء المسألة اليهودية كان سببها التأزيم التاريخي الذي صبته اوروبا على رؤوس اليهود الغلابى، منذ سنة ١٤٩٢ بقانون (المشورة / الفرديناندي ، الايزابيلي) الذي حرم يهود من شرب الماء من بيت المسيحي حتى المذبحة التازية المخزية التي اجراها الرايخ العظيم ضد افراد مسالمين توزعوا في كل اصقاع اوروبا بحثا عن لقمة عيش كريمة وساحوا في الارض

وقبل ذلك وقبل الهولوكوست كان حاكما هاشميا نبيلا وامكانات بلاده على القد ( الملك الشهيد عبدالله ) قد عرض في ثلاثينيات القرن الماضي على يهود منحهم حكما ذاتيا في مكان تواجدهم بفلسطين، وتمثيلهم في الحكومة والبرلمان دون اي ضغط من احد لكن قادة اليهود الذين ورمتهم اوروبا بسياطها والهبت روحهم بشوق عارم لانشاء كيان لهم وطوفوا الكون كله وكانت فلسطين اخر المطالب
( البحرين ، مدين ، سيناء ، اوغندا ، الارجنتين ) واخيرا فلسطين

خامسا : في مثل عند الفلسطينيين بقول رضينا بالهم والهم ما رضي فينا لقد اقترف ابو عمار خطأ تاريخيا حد التجريم رحمه الله بتوقيع ابو مازن ١٩٩٣ يوم الاثنين العظيم على لعبة مهزلة وليس اتفاقا…

لقد انتقدت المرحوم ابو عمار وسلبطة م ت ف على الوفد الفلسطيني النبيل برئاسة حيدر عبد الشافي في مقالة ذاع صيتها واغضبت ابو عمار حد التهديد بعنوان (دعوها فانها فلسطينية) كان المقصود حنان عشراوي وراح ابو عمار وابو مازن الى اقصى ما يمكن ان يكون عليه التنازل واذا نحن بصيغة استبدلت مشروع مناحيم ميلسون، في روابط القرى الرديء بمشروع ابو عمار وكانه روابط مدن محصور وقبل كل الناس شرق النهر وغرب النهر ونفض بذلك العرب مسؤوليتهم من فلسطين وهذا ما تضمنه خطاب المرحوم له الملك الحسين في قمة الرباط عام ١٩٧٤

وقبل الفلسطينيون بمرارة العيش تحت احرف ابجدية الالف والباء والجيم (A B C) في نطاق حكم ذاتي يستبيح فيه اليهودي غرف النوم لمنظمات المجتمع المدني في قلب رام الله ومع ذلك وبصورة مفاجئة تقوم الدنيا على الذي وقع بقلمه صك التنازل عن فلسطين الجوهرة ( يافا وحيفا وعكا والناصرة ) وابقى للفلسطيني العجر لم يشفع لابو مازن حبر قلمه التنازلي وبدات وصلة الردح اليهودية الالمانية المشتركة لدرجة انهم يتمنون (جرجرة هالختيار في اخر عمره الى المدعي العام الالماني) هذه الخطوة من لدن الالمان لا يمكن وصفها سوى انها استكمال لسردية الاستعلاء الالماني وفحش التطاول وقبح التبرير لعمل شائن هم اقترفوه بحق اليهود وليس ابو مازن الذي اعطى اليهود فوق ما كان يتمناه الملك سليمان عليه السلام فقد منح من ذبحتوهم انتم واحرقتموهم انتم ملاذا ووطنا مياها وحدودا وقدسا وامنا وحماية لكل شيء اغتصبوه بالاكراه من الفلسطيننين…

هذه هي السردية الالمانية الهروب الى امام والسردية الفلسطينية بقول ابو مازن ان ٥٠ او ١٠٠ هولوكوست ليست اكثر من انسان محروح فش غله بدون معنى وينطبق عليه (اوسعتهم شتما وفازوا بالابل) السردية الفلسطينية عاجزة في الترويج لاقبح علاقة غير انسانية في التاريخ بين غاصب ومغتصب حقه وكلمة الهولوكوست لا تنطبق على العلاقة مع اليهود بل هي اشد وانكى من ذلك لانهم اغتصبوا بغير وجه حق وشردوا امة باكملها اهل وطن كانوا يعيشون بنعيم وهناء ان يوما واحدا في العيش بمخيم تحت سطوة لبنانية حرمت الفلسطيني من التنفس تعادل جريمة سيحاسب الله سبحانه مرتكبيها اقتلعوا كل اهل فلسطين وصار هم الفلسطيني الحصول على اذن اقامة في امكنة الجوار والعالم وباستثناء الاردن فان كل امة العرب تعاطت بمهانة مع لاجئي امة العرب ليس في فلسطين وحسب..

وثمة اسئلة لمحانين الحكم في كيان يهود –

لماذا هذه القسوة على انسانية الانسان المذبوح بحرابكم بعد الموت انتم تطبلون في اذان البشرية بفرن الغاز النازي بالله عليكم اريد من نخبتكم الواعية تسمية للطفل الذي يعتقل عدة اشهر في ثلاجة تحت درجة حرارة الف تحت الصفر فتتجمد ملامحه دلوني على تسمية لهذا اوليس هذا جريمة عار فقط اختلفتم على درجة الحرارة بين الفرن والثلاجة

دلال المغربي عندنا اهم من جان دارك كصورة وتعبير وانتم اعتبرتموها (مخربة) قبل موضة الارهاب كنتم تصمون خصومكم بالمخرب طيب
ووصل حقد ايهود باراك الى قتلها وهي مقتولة الم تكتفوا بذلك وتضعونها في مقبرة الارقام منذ عشرات السنين

والالمان يفردون على الويبسايت التابع لبلدية برلين حسابا خاصا بكل صلف ليهود اوكرانيا غير اللاجئين الاوكران اولئك لجوء عادي لكن اليهودي الاوكارانيين لجوء متميز ولم يطلبوا مرة واحدة الغاء مقابر الارقام ولا ما ذكرته حنان عشراوي عن محنة ضياع ملامح الفلسطيني
في ثلاجات الحجز القذرة الظالمة اليهودية

السرديات الثلاث فلسطينية سببها ابومازن ومرونته وعلى الفلسطينيين ان ينهوا خدعة التاريخ ان لديهم مشروع دولة اليهود يتعاطون باحتقار مطلق لكل ما هو فلسطيني مطلوب ان تتحرك السردية الفلسطينية باتجاه (العصيان المدني والتخفف من وهم السلطة) سردية الالمان…

لابد أن تنتهي قصة الخرعة ولعنة الهلوكوست السوفيات دفعوا ثمن ٢٥ مليون قتيل في هجوم النازي وها انتم بكل صلف كل اوروبا تنتقم وتستدرج روسيا للدمار وكان الحل بيدكم انتم وليس بيد بوتين

اما سردية يهود وما ادراك ما يهود فانني اقترح عليهم شيئا واحدا تذكروا انكم لستم امبراطورية وتذكروا ان شوطا للاياب قادم
فاصنعوا سرديتكم على قدر حجمكم وخلوا للصلح مطرح

لم يخطيء ابو مازن حين شبه الاضهاد اليهودي للفلسطينيين بما لحق بهم اوروبيا من قبل لكن خطأه كان في ذلك الايلول يوم اثنين
حين وقف زاهيا وابو عمر وسحب قلمه ووقع على حل مع رابين وبيريز كانت نتيجته ان عاد البولندي الى وطنه الجديد في القدس وعاد ابو عمار وابو مازن الى تونس بلد المنفى من هنا بدات السردية الخاطئة لفلسطين رب يحميها


 

نشرت في : @عمون