‘آل عمّان’ نظرة من فوق جبال سبعة

عمان – يؤرخ كتاب آل عمّان لأحمد سلامة لجانب من سيرة المدينة وأهلها وتحولاتها منذ أن بدأت علاقة المؤلف مع عمان طالبا محملا بالطموحات والنبوءات آتيا من قرية بديا القريبة من مدينة نابلس.

يتطرق الكتاب لتجربة أحمد سلامة طالباً وفاعلاً سياسياً وكاتباً ومؤرخاً ومفكراً وصحفياً ورجل دولة، ويروي الكثير من المواقف التي جمعته بالرجال الذين صنعوا الأحداث في مختلف فترات تطور مدينة عمان.

وحرص سلامة على تقديم تجربته في إطار يراهن على الروح الجامعة للمدينة بحيث تكون تفاصيل الكتاب التي رصدت أحداثاً وشخصيات وتركت أثارها بمثابة الإلهام للجيل الجديد من المؤمنين بالوحدة الوطنية.

يركز الكتاب على بناء تراث من القيم الفكرية والمعرفية لتبقى للأجيال القادمة أمانة ومؤونة أمام التحديات التي يحتمها الانتقال إلى فضاءات العولمة وتلاشي فكرتي الزمان والمكان التقليديتين أمام سلطة تطور وسائل الاتصال والتواصل.

حياة يحشد فيها الكاتب الأماكن والأسماء، بادئاً من “بدّيا” الفلسطينية ومستقراً في عمّان وليس انتهاء في البحرين، ولعلّه قَصد العودة إلى البدء، حيث المستحيلات العربية، فالغول الاسرائيلي، مجرّد وهم من حديث الجدّات، فالعنقاء العمّانية المتحقّقة، وصولاً إلى الخلّ الوفي، الذي تحقق بابن، اسمه فراس.

يراجع المؤلف عمان من حيث مكانها ومكانتها بروح الجغرافيا وعقل التاريخ ، “فالجغرافيا تاريخ ساكن والتاريخ جغرافيا متحركة ، وكلما اوغلت عمان في احدى المبحثين فقدت ذائقتها”. العتبة الاولى في الكتاب هي ذاكرة مكان ابتدأ من زقاقات عمان القديمة ومر في حرم الجامعة الأم التي نبضت في قلب العاصمة الأردنية.

قرأ احمد سلامة المكان بعقل الثورة العربية الكبرى وبوعي الفكر اليساري الذي تجرأ احمد عليه في القراءة لصالح الفكرة ومكانها ومكانتها وليس لتعداد رجالها او اجراء صورة اشعة سياسية تارة مقطعية وتارات سينية فقط.

فالحادثة يتم ذكرها لتكريس العاصمة لا للخوض في الذكريات مع الرجال خدشا او ترطيبا، كما ذكر الكاتب عمر كلاب عن المؤلف في صحيفة الدستور الأردنية.

وكتب سلامة عن صبي اختلس دور الأب في لحظة وجع نبيل أصاب احمد ، فكان فراس سلامة نموذجا لاب صغير قدم بعضا من جسده لأبيه في نموذج مقلوب للواقع الروحي والاجتماعي، وسط إذعان من احمد الذي كان يفتدي الابناء بكل الجسد لا بعضه ، فجاء الكتاب ليعيد التوازن الى الخليقة العمّانية الضائعة في افتداء الابن لابيه او تضحية الأب الحميمة لابنه.

الكتاب تجربة تتوزع بين الجغرافيا والتاريخ والسيرة الذاتية، وفيه تفاصيل شخصية كثيرة ربطها المؤلف مع النمط المعيشي والعادات السائدة في الأردن، وفي أيضا حشد كبير لأحداث تناولها المؤلف من وجهة نظره الخاصة، حتى تلك التي تتعلق بالتحولات التي شهدتها المدينة في العقود الأخيرة، ذلك أن السرد أيضا شاهد عيان في الكتاب ومطل باستشراف من مدينة الجبال السبعة.

@ميدل ايست اون لاين