لاستاذ المثابر… نضال فراعنه ” راعي الجفرا”
الاستاذ الموهوب “هبوب الجنوب” ، …..
تحية احترام وتبجيل وبعد….
ليس الدافع عندي في الاستجابة ، لاجراء هذه المداخله المتواضعة ، على الحبيب المتخفي في ملكته ، والمتدثر بهواه الجنوبي علانية، في مقالته المنشورة في ” جفرا” تحت عنوان ….”حضرة جناب الرئيس الافخم”
أقول ، ليس الدافع عندي ، ان سطرا خصني به ” زين الكتاب” الاردنيين ، بل ابو “الزينة كلها” في هذا المقال ..
بل أحببت ، أن أزور “جفرا ” بهذه المداخلة ، عن بعد ، او من بعيد ، وقد صرت الى حدّ ” ما ” ضيفاً على الوطن .. والضيف في تراثنا .. مثل الغريب الذي عليه ان يكون” الأديب” في كل ما يأتيه..
وقبل ان ابدأ مداخلتي هذه ، فأنني وددت أن أطمئن الحبيب ، “هبوب الجنوب ” .. وأن احمد الله سبحانه على نعمائه بأنني ولدت أردنياً ، وسأموت أردنيا ، بغير اي جنسية أخرى رغم اتاحتها ..
وأحمده .. وأنا أردد في كل ” صبح” بدعائي الى الباري جلت قدرته ، أن يحفظ ” عبد الله الهاشمي الملك ” من بعض أفعال أتباعه ، ومن أعدائه سواء بسواء ، ليحفظ لنا الأردن ، عرشا ، وجيشا ، ومملكة حب ، وأخر رمز عربي لدولة الأمة ..
كما ، انني في حياتي لم انتظر هاتفاً من احد ، بل من دون أية مزاعم ، اكرمني الله سبحانه بترداد أحكم وأبهى أية قرآنية ” ولسوف يعطيك ربك فترضى” ..
ان قيمة الرضا يا هبوب .. هي أقدس ، واكثر قيمة نبيلة في الحياة .. والحمد لله .. لقد أعزنا وطننا ، وأرضانا بأكثر ما نستحق ..
ولم ” يحوجنا” لا وطننا ، ولامليكنا الذي صَنَعنا على هيئته .. الحسين رحمه الله ، وأرضاه ولا وديعته فينا ” أبو الحسين” ، وذريته من بعد الى يوم الدين ان شاء الله لأحد قط .. لم نكن أهل حاجة معاذ الله ، ولم نكن منتظرين هواتف من أحد .. وأنا أفاخر أنني اخدم في وطن هو جزء من أمة العرب ، تتساوى فيه عندي موريتانيا ، بالبصرة العراقية ، والبحرين بفلسطين ، ذلك لأنني أردني كلي .. هكذا تربيت ، وهكذا ساموت ..
والاردن صغير اجتماعيا .. كل يعرف بعضه بعضاً… ولذلك كل أمريء حين يضع رأسه على مخدة نقد الذات ، يدرك لنفسه فقط وأمام ربه سبحانه ، كم جواز سفر لديه .. وكم زحف على بطنه ليكون واقفاً على ماهو فيه .. ونحن نعرف بعضنا بعضاً ، بدقة وبأخوة ..
لكن في هذا المقام .. ياهبوب .. فانني أطمئنك، عبر سؤال ليس له من البراءة حظ ..
لو سئل احدهم ، من هو الخليفة العاشر العباسي .. فأن الاجابة تكون صعبة عليه ..
فأن قيل ..
اتعرف شيئا عن البحتري ..
فأن كل الناس يحفظون بعض شعره..
بالقياس .. ضمن منطق التاريخ ..
لو سأل أردني اردنياً اخر .. بعد ألف سنة …
هل تعرف من هو رئيس الوزراء ، الذي انتفض لالقاء القبض على كاتب أردني ، قيل انه أخطأ بحق “دين محمد ص ” ومن كان وزير داخليته ..؟!..
سيكون الجواب بالنفي ..
لكن لو سأل سائل .. بعد ألف سنة ..
من هو أول مفكر مقاتل ككاتب اردني قدم دمه صونا لدفاعه عن مبادئه ، وتسربل في دمه على يد قاتل غريب ، ورصاص مريب .. تسربل بين حسرة الابناء .. وارتباك الاداء
فأنه بالحتم سيكون الجواب ..
أجل ..
انه ” ابو المعتز” ، ناهض حتر ، يرحمه الله واللعنة على قاتليه ..
على اول السطر ..
نحن ياهبوب ، من زملاء البحتري ، والرافعين قميص ” ناهض” ، راية احتجاج على أي قمع ..
***
ثمة شهقة تهدّ القلب ، بسموها وما تخفيه من دموع حرىّ صادقة ، تحت مخالب حروفك ياهبوب.
ولقد كتبت لك بذات دوافع روحك ، ومزقت ، او احتفظت بما كتبته ، فليس شرط الكتابة دوماً نشرها ، سيأتي يوم ، ربما ينشر ” النص الحرام” ..
ولكني وأنا أهمّ بالدخول الى عرض ما أتصوره حاجة من حاجات الحوار الوطني .. فأنني ألتمس من كل منْ يرى نفسه على صلة بما أقول .. انني لا أقصد أي شخص .. فالوطن أولى من كل شيء الأن . ونحن نعبر مرحلة تاريخية ، راهنة ، وصعبة .
اكتب للوطن وليس عنه فأقول …
ثمة في التاريخ ، مفارقات تعلّمنا درساً دائما يشبه الأزل واستيعابه يشكل عدم تكراره الامل ..
وأول هذه المفارقات ، ما قاله أرنست رينان ” لو لم تخطيء الامبرطوريات ، لما زالت ” ..
أي ان الزوال ، للامبرطوريات ، والممالك ، والدول ، بسبب أخطائها ..
اذن الزوال ليس حتميا .. ان لم يتحقق شرطه التاريخي وهو وقوع الخطأ ..
وتأتي هذه المفارقات ..
ان حدثا فرديا ، وفرعيا ، يداهم أمّة فجأة ، لخطأ فردي أيضا ، ينتج عنه اندلاع حريق أمّة بكامل عزتها ، وكيانها وتاريخها ..كيف ذلك؟!
تسكع طالب فرنسي ذات شتوة باريسية على باب جامعته .. عام 1968 .. كان الفتى مخمورا غاضباً حانقا ، ضربه أحد حراس الجامعة بمهانة .. ايقظت باريس اولاً ، ولحقت بها فرنسا كلها .. ولم تهدأ تلك الغضبة ، الا حين أزالت عظيم فرنسا من طريقها .. والمحرر لها من قبضة النازي .. شارل أندريه مارل ديغول ..
وظل السؤال لماذا؟…
في 20/1/2011 ..
وصل سمير الرفاعي ، الى قاعة اجتماعات مؤتمر اقتصادي هام في شرم الشيخ .. وكان يجلس من خلفه ، د. هاني الملقي سفير الاردن في القاهرة، وقتذاك …
كان سمير مهموماً ، محبطاً ، كنت أرقب حركة في عينيه تقدح قلقاً وكان فكره كله خارج القاعة .. كنت أجلس قبالة ” الأثنين ” ضمن وفد مملكة البحرين برئاسة سمو ولي العهد .
كانت عمان باشرت رقصة الزار ، معلنة جسّ النبض بالنبض ..
“الشعب لايريد رئيس الحكومة ، ولا الحكومة ..”
أبدى حسني مبارك ، يومها ثقة ، وعجرفة ، واستخفافاً كشانه عادة ، فيما كان يحذر عمرو موسى في كلمته ، ان شيئا ما لابد التنبه اليه قد اندلع في الوطن العربي على حين مقربة ..
” غادر سمير كرسي الرئاسة ” ، بعد حين ، وربما لم يئن اوان طرح السؤال في تلك التجربة اين الخطأ ..
لكن الاردن قد نجا ..
وجرف الربيع ما جرف .. ذلك الصلف ، المتعجرف ،” مبارك” الذي أغرق الأمة كلها بغرور لا لزوم له ، وفي وحل عاصفة الصحراء عام 1990 ، بتصديه لمشروع ” العوربة ” وحل العوربة على يدي بهيّ الامة ” الحسين” ..
وكادت مصر ، ان تمضي الى شيء أخر ، الى المجهول ، كنا لانعرف ما مصيرنا في الاردن بسبب ذلك .. لكن الله نجَّا ” مصر ” على يد جيشها الباسل..
احتراق البوعزيري ، او حرقه لذاته .. كاد ان يحرق كل خضرة تونس ..
وجريمة ” ضحية الكابسة المغربية ” محسن فكري وتجاوز الخلق والانسانية في للقانون وتطبيقاته ..فتح باب جنون وأحال المملكة المغربية الشقيقة ، الى بحر من غضب ، ندعو الله ان تنجو من أثاره .
لماذا يصير الحدث الفردي ، والعرضي، وطنيا وجارفاً ، وحارقا للاوطان في لحظة ..؟!
أزعم ان كل وطن تدعي نخبة حكومته ، ومؤسساته ان وطنهم ” غير” ، “واحنا غير ” . أول من يصيبهم “الضرّ” هم هؤلاء ، فليس لاحد من منجاة من الخروج من التاريخ سوى عدم الخطأ ، وتجنبه .
اما المفارقة الثالثة .. في التاريخ ، فأنما تحذر القادة ، والدعاة ، والاولياء ، والصحابة والتابعين من سمة باهظ ثمنها ، هي ” العجرفة السلوكية ، والطاووسية” والاعتداد بالنفس أكثر مما يجب ..
لقد قدم ونستون تشرتشل ، أهم انجاز في التاريخ الاوروبي كله ربما لشعبه ولأمته ، ” دحر النازي” ، وتحقيق النصر عليه ، وقد بدا تشرتشل في لحظات دامية على أعتاب اول الاربعينات من القرن الماضي وحيداً بأكثر من اللازم ، وضعيفا ما يعجز أوسكار وايلد من تخليده .. لكنه صمد وحقق النصر ..
كانت والدته ذات النسب الثري والمقام الرفيع بعد عدة سنوات من ذلك النصر ، تسأله على باب مزرعتها ، حين استقبلته ، مذموما مدحوراً فاشلا ، يداه ترتجفان من شدة ” تعاطيه للويسكي” ..
ما الذي حدث حتى أخرجك القوم من مكتب الرئيس مهزوماً ..
اجاب ذلك المتغطرس ، والطاووسي ، الذي كان يظن انه قد صار الأبد في حياة بريطانيا ..
” يبدو انني اقترفت خطأ ما.. يا سيدتي ..”
لو ان تشرتشل أدرك خطأه ، قبل ان يتقاعد بهزيمة لتقاعد بكرامة.. وتأسيساً على هذه المفارقات الثلاثة ..
فأن ظواهر ثلاثة أردنية ، تحتاج الى وقفة تامل من ذوي الاختصاص،؟!.
لماذا أكتب بالنصح ،؟
انا لست ، ناسكاً ولا راهبا اعتزل الحياة وانظر اليها بتصوف لامسؤول .
أنصح …
لانني خائف على الاردن حد الضجر .. في هذة المرحلة التاريخية العصيبة ..
وأنصح ..
لانني صاحب مصلحة ومنفعة ، ومفخرة لتظل الاردن ، لأبنائنا ، ولأحفادنا ، تروي العطاشى ، وتأوي المستجير بها .. ودولة الفيء ، دولة الامة .. نعم لي مصلحة ، الا تتحول في لحظة من خطأ ، لاقدر الله كما تحول من في جوارنا .. بعد أن أخطأوا وهم يصدحون صباح مساء ، انهم ” غير ”
طلعو ” غير ” في سرعة الانهيار ، والاندحار .. !!!
ولا بد ان تجري في كل يوم مراجعة صادقة .. أمينة .. وصريحة ، وهذا لا يضعفنا بالعكس تماما يقوينا .. وان نسمع لبعضنا ، بالقلب ، لا بالمجاملة وكي لايكون التعميم صفة ما أكتبه ، فأنني أحصر ما أود تناوله في ثلاثة مظاهر .. ليس بالضرورة ان تكون هي الأهم ولكنها امثلة …
المظهر الأول ..
النيل من هيبة الارادة الملكية واداء دولة رئيس الوزراء .
المظهر الثاني ..
قصة مقتل ناهض.. وضوضاء المناهج .
المظهر الثالث ..
عودة تيار التفكير الاقتصادي لأركان الدولة بضراوة بدت وكأنها عودة ثأرية ، فيها استفزاز من غير سبب .
أقول ليست بالضرورة ان تكون هذه ، أهم المظاهر لكن القياس عليها جائز.
في القضية الاولى …
فأن دولة قد تخطى عمرها هذا اليوم 563 سنة وعشرة أيام .. دولتنا .. الهاشمية ، في أرقى تجلياتها وهي المرحلة الاردنية ..
هذه الدولة ، التي عبرت كل أثام الامة ، وظروفها الصعبة الا انها بملوكها ، وامرائها ، واشرافها قد قدموا دماً وردياً طاهراً مقدساً ، حتى استتب يقين دولتهم في أبهى صورها المملكة الاردنية الهاشمية ..
ان دموع “ستي بديعة بنت الملك علي بن الحسين” ، وهي تذرف دموعها بحرقة باستذكار جريمة قتل فرع السلالة في العراق ، هو ميراث ” أمّة ” وليس دموع أميرة هاشمية عزيزة وحسب .
وافتداء فلسطين بالعروش ، لم يكن جديدا على بني هاشم لكنه كان درسا لأمة العرب وحكامها من بعد ، حين استقال عبد الناصر ، وحين استشهد صدام ، وحين اعتصم ابو عمار في المقاطعة وحين انتفض السيسي كل ذلك كان درس اوله هاشمي كله .
لابد اذن ان يتحمل شخص ” ما” ، او مؤسسة “ما ” ، إثم او خطيئة العبث بمهابة الارادة الملكية السامية .
ان الذي يزعج الموالين ، والاتباع للتاج الهاشمي العزيز وأنا أقلهم قدراً .. تكرار خطايا ، العبث والتقليل لاسمح الله في هذا الأمر ..
الاخطاء .. هي آفة ” الدولة” ، أية دولة ، لو اخطأنا ، مرة أوثنين ، او ثلاثة ، لقلنا هذا لايجوز ، وأوقفوا ذلك ..
أما ان يعين وزيرا عند الصباح ونذبح سمعته عند العشية ونعين عضوا في محكمة كأردني في الصباح ونكتشف في جيبه جنسية أمريكية والى ذلك ثالثا ورابعا فأن ذلك لايجوز …
لكن حين يصبح الخطأ سلوكا غالبا ..
فأنني أخشى ان مقولة الشهيد وصفي التل تحتاج الى اعادة قراءة ، واعادة استحضار ” ان الغباء والخيانة يتساويان حين يتعلق الأمر بالوطن ” ..
وبصراحة قد يقرأها البعض على انها مبالغة ، لكنها عندي هي اليقين ..
” ان الوطن في حالتنا الاردنية الراهنة، هو الملك ، وكرامة الملك ، والحفاظ على ان يظل “فوقنا” بمعنى فوق نكاياتنا وتصفية حساباتنا الصغيرة ، واخطأنا القاتلة ، ان الاوطان ، ليست فقط أنها تكون مثلما يولى عليها وحسب .. بل انه في حالتنا ، هناك بعّد ديني نبوي استقبلناه ، وعداٍ قولاً ، وصدقناه وأمنا به تطبيقاً وواقعاً .
” ان العترة النبوية حين تسود وتقود ” فان الأمة لن تضل أبداً “.
أحب ان اظل على وهمي أننا ” كأردنيين” ، لسنا إلا مثلهم عراقيون ، فلسطينيون ، سوريون ، لبنانيون ، يمنيون .. كلهم عرب ونحن منهم ..
لكن الذي كان ليس مثلما كانت انظمة الأشقاء هم ملوكنا من آل هاشم .. حفظهم الله ..
فلا تعبثوا ” بمقدسنا” وتمسوه بـ دنسكم ، بجهلكم قصدا او عفواً .
اما أداء دولة الرئيس المحترم ، فأنني لا أريد ان أخوض فيه خشية ان يساء ظن ما أقول .. وطالما ان ” سيدنا ” أجتباه ” علّه ان ينفعنا ” فأنني خاضع لأمر ارادة الملك كمواطن ، ولن أقول فيه ، ما يجب قوله ، عساه ان يعتدل …
فقط هما نقطتان .. في صورة توسل ان تفهم في سياقها الأكاديمي ..
الأولى ..
ان زيارة القبور عندنا أهل الشام ممن هم على مذهب ” ابو حنيفة ، والشافعي ، ومالك “، جائزة واجبة للترحم ، وليس للتباهي ..
وان القبر الواجب او من المستحب في زيارته في مثل حالات الشكر لله بما أنعم الله على الواحد فينا ، هو قبر من صنع لنا هذا الوطن على هيئته وهيبته ” عبد الله الشهيد” ..
كيف لا ،؟!
ان التشريفات في كل البلدان تلزم الهيئات الدبلوماسية حين تقدم أوراق اعتمادها ، وضع أكليل من الورود على قبر المؤسس في تلك الدولة بينما نحن ، نقسم القسم في حضرة الملك ، ونلبي مباشرة أغنية عمر العبداللات ” شملت والنية اربد ” … !!
حبذا لو ان تقليدا في القصر الهاشمي ” المقر السامي التليد ” يدرس ، بأن يطلب من الرئيس والوزراء ، الذهاب مباشرة من القسم ، الى المقابر الملكية ، لقراءة الفاتحة على من صنعوها وبنوها ، وفاتوها لنا ” عروشاً مجللة ” ..
مجرد تمنن ..
كذلك فان كثرة الولائم ، ترهق الناس ولا ترضيهم، وهناك ألف طريقة للتواصل ، مع نخبة المجتمع المرهقة بتكاليف العيش الباهظة ..
وفي امر شهيد قضيته الفكرية ناهض حتر ، يرحمه الله ..
لابد أن نسأل أنفسنا جميعا ، من قتل ناهض ولماذا كتب علينا ..
كتاباً .. وحكومة ، برئيسها طبعا.. أجهزة .. ومواطنين ، ان نشهد أوّل اغتيال في عمر الدولة للكلمة بالرصاص ..
أي حادثة ، لا تقرأ بعناية ، درءاً لتكرارها تصبح ظاهرة .. ويصعب اذ ذاك ايقافها.
لذا علينا أن نسأل ….
هل يتحمل رئيس الورزاء بعض مسؤولية من مقتله .؟!
هل يتحمل ناهض رحمه الله بعض مسؤولية من مقتله ..؟!
هل نتحمل ككتاب ، مازلنا نقول جميعا ” رغم انني اختلف معه” .
كيف تختلف مع من فقد حياته ، بغية قضية أمن بها لاتشبه قضيتك ؟!
والمجتمع ، والتيارات الدينية ، ليس هنا المهم تفصيل ألوانها ، انما المهم .. ان تقبل كل المجاميع المتدينة فكرة ، ان الدم يستحلف الدم ولايكفي ان يدينوا ويستنكروا ذلك لايكفي ، بل اننا نريد التيقن من انهم يعلمون كوادرهم وعد الله قيمة دينية دنيوية ” وبشر القاتل بالقتل،” ولو بعد حين ..
الخلاصة ..
أدعي ان الحكومة ، لم تقف ولم تقرأ ولم تفهم الذي جرى ..
وأدعي ادعاء البعيد ، لو أنها قرأت ، كنت تمنيت انها اختارت السيدة الفاضلة ، ام المعتز مثلا ، زوجة ، ناهض حتر ، عضوا في مجلس الأعيان وبذلك تكون الحكومة ، على هدى مهابة الملك الذي ذهب بنفسه لتقديم تعازيه مصطحبا حكومته معه …
ختاما ً…
” الاقتصاديون ” وعودتهم الى السوق المركزي أو الى مركز السوق ..
من هم الاقتصاديون الذين عادوا ؟!
أفهم بكل الحب ، ان الربيع العربي ، قد ” جَروَحَ” العديد من ركاب سفينتنا الوطنية ، وامعن بالأذى في الكثير من بحارتها .. لقد تجاوز هدر الكرامات للبعض كل ” حلال” واستخدم في نيل إنسانية قوم كل ” حرام ” ولم يك ذلك وصفاً اردنيا ، أو خلقا اردنيا خالصا بل ان موجات كاسحات في تاريخ المئة سنة الماضية .. لأمتنا شهدت مآسي ، وكوارث ، إذ انه في الموجة الأولى قتل أنبل الناس بغير وجه حق ، وفي الموجة الثانية “شرد العزيز ” و” جُحشَّ الأصيل ، وأُصل الجحش ” وصعد أراذل القوم ، وذبح نبلاء أقوام أخرين ..
كانت الموجات الاولى والثانية والثالثة .. ماحقة ..
لقد كان هناك ادعاء ومزاعم رفع شعارات مباديء وطرح عقائد من غير معنى .. وقد اسدل الستار على تلك العقود العجاف بأدق وصف اطلقه الكبير منيف الرزاز حين وصم كل الذي جرى ” بالتجربة المرّة”
أما الأخطر .. فكانت ما بعد التجربة المرة ، فجاءت موجة الربيع العربي التي لم تبق ولم تذر …
وبما ان الاردن من أكثر دول العالم تجديدا لنخبه ، فأن مطلع الألفية التي نحن في مطالعها ، قد ” فرخّت” ، أنجبت نخبة صادقة النوايا ، واضحة الأهداف ، حاسمة الأندفاع نحو تحقيق أهدافها .
وشكلت بذلك مدرسة نقيضة ، للمفهوم الرعوي المستمر في تاريخ قديم للدولة الاردنية، ورفعت شعارات الكفاية ، ودعه يعمل دعه يمر بصورته المتطورة ، وبطبعته الانيقة والمتحدية ” طلاب مدرسة شيكاغو الاقتصادية ” .
لقد أخفقت مدرسة ” الرسملة ” ولا أقول الخصخصة في كل انحاء العالم .
ان الرأسمالية التي تتجلى قدرتها في تجديد ذاتها بمرونتها المعروفة على رأس كل مئة سنة ، أخفقت في أخر طبعة في اندفاعها المحموم صوب ” رسملة السوق” او خصخصته ، بصورة الزامية جائرة .
ولقد أصاب ” قوم الرسملة” عندنا ” قرح نازف” وتداخل في الأسباب ، ماهو شخصي بنكاية وما هو مخلص رافض بوطنية ..
المهم ..
انها المدرسة هذه، وصمها الفشل المحقق ولظروف خارجة عن السياق ، ” اندفاع الأرهاب ، الأمل في الأتيان بأموال تساعدنا على حل المشكل الأزلي ، ” عجز الموازنة “… والخ .
عاد اتباع هذه المدرسة ، وبدت عودتهم ، وكأنها ضارية ، ساحقة ..
أخذوا حصتهم في كل مكان ، وانتزعوا ” حصة السبع” في لجنة تطوير القضاء ، وتغلغلوا في مجلس الاعيان بشكل أكثر من ان يجاري او يدارى .
كما انهم في بنية الحكومة مثل الاوكسجين في تركيب الماء ..
الخلاصة …
ان مثلنا الأعلى هو ” الملك “..
وسيدنا الملك .. أكثر من لحق به أذى في حمأة الربيع، ما حقد وما ثأر ..وقد كان قادرا ان يفعل ذلك ..
ومن يحب الملك ، يحذو حذوه ، ويقبس من خلقه ..
ثمة احساس عام ان ” زمرة الأقتصاد المطلق ” بعودتهم على صورة هجمة او صورة غزوة ثأر” موش مصلين عالنبي” كما يقال فيما هو دارج بلغتنا ، فقط المطلوب منهم ان ” يصلوا عالنبي” وان يتذكروا دوما ان الشعب الاردني هو من أكرمهم بالاياب تلبية لرغبة الملك ، ولم ينتصروا ولم يكن منهاجهم هو الصواب .
والمهم …
انهم ربما ان لايأتوا بالسمن والعسل الذي وعدوا به لسبب خارج عن ارداتهم
فقط المطلوب ان يهدأو وان لايتصرفوا بغطرسة وبإستيلاء على حق الحكومة في الولاية بل المطلوب منهم اعانتها ..
وأخيرا ً يا هبوب الحب …
ارجو ان اكون قد التزمت بأدب الضيافة كـ “ضيف” على الوطن والمضيف المضياف الحنون الذي يسامح أبناءه ان أخطأ أحدهم وانا احد ابناءه..
والسلام .
@جفرا نيوز