مداخلة على الغزل بحابس بلغة مظفر وهواجس الدغمي

واختتم عبدالكريم الدغمي كل اوجاعه واحزانه الذي تداخل فيها الدمع بالشيب، ان جدد البيعة للملك (عاش الملك) ونقل بلسانه يقين الاردنيين وثقتهم بجيشهم وبمخابراتهم…

ولو كان غير عبدالكريم الدغمي الذي توجع واوجعنا بالامس لما تكلمت، وابدأ مباشرة دون أية هروب باللغة لتجنب اعلان الموقف.. فاقول:

سلام على الاردني كل اردني يرى في نفسه صورة ما بثه فينا عبدالكريم الدغمي (مطلع ارواحنا قاسيون ومنتهاها القدس وعمان عاصمة للعرب) وادانة للتبعية وغزلا وطنيا بريئا وبريا في روح حابس الذي خرج من الحياة قلبه ابيض، وكفه بيضاء ولم يترك (لذريته الا ما تركه لنا جميعا كاردنيين، زنده في باب الواد ووسمه الكتيبة الرابعة بالجهاد ورصاص كلما تذكره اليهود يعرفون ان بيننا وبينهم اكثر من باب واد ات..

لقد هزتني صرخة عبدالكريم الدغمي امس بقدرته الوطنية الفذة، حين تلا على مسامعنا (كل مفردات مظفر النواب الثائرة قبل ان يسقط ذلك الشاعر الشيعي الشيوعي العتيد في فخ انتخابات بريمر في العراق راقصا على جثة الشهيد المجيد صدام وحاملا سيفا امريكيا خشبيا!! والحمد لله انه رسب)

لقد اخضع الدغمي مظفر ليتسع شعره لكل فروسية حابس وعلو مقامه فينا.. وهذا هو عبد الكريم تلك الخلطة الفواحة التي تعدنا بان عشب قبره (اطال الله في عمره) سينبت اردنيا..

هذا تقديم احببت ان يكون اول الثناء واول الدعاء لعبد الكريم ومبايعة نهجه القومي اليعربي الاردني الراسخ، واقول:

اولا: إن كلمة النائب العربي عبدالكريم الدغمي في ظلال المئوية تحتاج الى وقفة متأنية لأن فيها من خطورة التحذير والقلق اكثر مما فيها الاطمئنان للولاء..

إن عبدالكريم الدغمي الذي جاد بموقفه على الاردن (وقبل تمرير قانون معاهدة السلام مع اليهود سنة ١٩٩٤) فدوى لعيون الحسين
وفدوى لعيون مرحلة ما بعد تحطيم شرف الامة في دمار بغداد وفدوى لعيون صبايا وشباب الاردن لا يجوز ان يمر توجعه حد الادانة (ببنية السلطة التنفيذية) الان بهذه المأساوية ونبقي على تمرير كلمته وكأنها كلمة عادية..

ما قاله الدغمي خطير وخطير جدا، كنت اتفرج في ملامح السلطة التنفيذية والرجل يدلي بشهادة ادانته لها امس وحزنت.. حزنت لانني
رأيت نائبا مهولا ولم ار حكومة، لقد انكشت الحكومة في كراسيها على قدر ضعف تشكيلتها الشللية والتي كنت اتوقع واتمنى من صاحب النظرة القانونية والثقافة الدستورية ابن مشروع العرب ابوه ابن الحب القومي ووالدته الكريمة بنت الضفاف والفداء وانعم الملك عليه بشرف ضمه هو وابن عم له الى حاشيته مدة تكفل تطهر وجدانه لكن حكومته جاءت في نطاق شللي ضيق والهمس اضحى من حول بنيتها صراخا مزعجا، إنه ذات طيف واحد ولون واحد وهدف واحد هو التنفيع لا الخدمة العامة في مئوية الدولة

لا يجوز ان يكون اداونا كدولة اكملت قرابة الاف سنة وليس سنتها المئة ان يكون بناء المؤسسات بهذه الهشاشة

وبقية السلطات، لا يجوز حصرها بمواصفات اضحت تتعب اكثر مما تطرب..

إن ما يحزن في كل صرخة من صرخات عبدالكريم الدغمي هو ان من تصدى لادارة الدولة منذ حكومة الدكتور عبدالله النسور (باستثناء التجربة التي انقض عليها اهل البنوك فازاحوها بسرعة) هم للاسف من احفاد البعث وابناءه واتباعه وانه لما يؤسف له انه لا النسور ولا الرزاز ولا بشر قدموا نموذجا وطنيا او قوميا في اختيار فريقهم

انا ما زلت في صف المؤمنين ان رئيس الوزراء يجب ان يظل الزر النووي بيد الملك ولا يجوز لاحد التفكير ان ينزعه من يده..

كلمة عبدالكريم الدغمي أمس جعلتني وانا الملكي في التفكير درجة العبادة أن احزن ولولا العيب لقلت ان ابكي فقد كفانا عبدالكريم امس تعبيرا عن وجعنا، انني اقول لا يعقل ان تكون دولة استهلت منشأها بسعيد خير ورضا الركابي وفؤاد سليم وميرزا باشا ورشيد طليع وعبد القادر باشا الجندي وعلي خلقي الشراري وعودة القسوس ودليوان المجالي انت تنتهي بعد مئة سنة في نائب لم يستطع التفريق بين فلسفة اللاجيء وفلسفة الفيء !!!؟

وان تنتهي كل سلطاتنا ومؤسساتنا الى رجال لا يوجد شخص في مكانه المناسب، انا شخصيا حزين حين اقرأ نعيا لاهم مورخ للهاشمية السلالة والرسالة هو المرحوم يوسف الغوانمة وتذكر المؤسسة المسؤولة عن النعي كل مؤلفاته ولم يذكر مؤلفه عن مملكة الحجاز
ونحن في ظلال الالفية..

اضم حزنا الى حزن عبدالكريم ووجعا الى وجعه واملا الى امله

في غياب الاحزاب والتي لن تكون لمئة سنة قادمة اوليس كان افضل لنا ان نتخير منتديين راقيين كل يقود البلد فترة طويلة منتدى محافظ يرأسه قاض حقيقي وعادل مثل دولة الاستاذ عون الخصاونة بكل نزاهته، ومنتدى اخر منفتحا بوطنية مشرقة مثل سمير الرفاعي بكل لهيب ولاءه وحميته اليعربية الناضجة؟

اوليس من الظلم ان تترك رئاسات المؤسسات الى هواة ومشاريع موظفين ونترك بيوت الخبرة في بيوتها اوليس من الظلم ان يكون
مروان القاسم او عدنان ابو عودة او احمد عبيدات او طارق علاء الدين على رأس مجلس الاعيان !؟

هذا اجتهاد لمواطن ارعبه ناقوس الخطر الذي دقه في قلبه عبدالكريم الدغمي، وانني اتمنى ان يسدل الستار في احتفالات المئوية
ونهائيا على كل التجربة بكل معانيها وان تقاد ثورة على الذات تنقي ارواحنا ووطنيتنا من التجربة والخطأ ومن الهواة والحواة والنحاة
وسحرة الابداع في ليل السفارات

هذا وطن مملوك على الشيوع وملوكه هواشم حكام شرعيون حتى تقوم الساعة، نريد ثورة من الملك على التجريب والخفة والهواة

عاش الملك وعاشت السلالة ويحيا الجيش، الجيش الذي انجب حابس يستحق ان نكون (الحوابس المجددون لروحه)، وعاشت المخابرات
جهازا وطنيا انجب كل الابطال والرجال والشهداء.

وشكرا للحر ابن الحر صانع رسالة الحرية عبد الكريم الدغمي ومن ناب عنهم..


 

نشرت في : @عمون | @صحفي | @المملكة اليوم