لست ادري لماذا هيمنت منذ قرابة الاسبوعين على روحي تلك الصورة الفلسطينية ( السريالية )..!!
الام التلحمية وزوجها ينتظران بعد 45 يوما امام ثلاجة تحويل شهداء فلسطين الى قوالب من ثلج… كان ابنهما الذي صنع اليهود هذه العقوبة ابتكارا لهم كما صنعت افران الغاز ضدهم تبريد وحبس الفلسطيني الذي قتل بايديهم عدة اشهر او اسابيع حتى لا يتمكن ذووه من التعرف عليه لحظة استلامه..
هذه الصورة للفتى التلحمي الذي استلمه اهله على هيئة قالب ثلج اذهلني ولست بقادر على التوقف في البوح للنفس بمراجعات متتالية، تاريخية لليهود كفكرة ومشروع ومستقب ..
نظريا.. كنت اظن ان احساس اليهود بعدم الامان والقلق من المستقبل لعدم احساس ذاك اليهودي في فلسطين في نطاق كيانه الذي اختاره على اسس تداخلت فيها الاساطير، بمصالح الغرب بشقيه (الاوروبي والامريكي) كنت اظن ان ذلك الاحساس من القلق سينهيه فكرة القبول العربي (من ضعف او من قوة) لوجود كيان يوازي الوجود التركي والايراني ككيانات تحاصر امة العرب بجبروتها..
كنت اظن ان لينا، وهدوء نفس لليهودي ستتحقق عبر مشاريع السلام التي انهالت على اليهود منذ اواخر السبعينيات، ووصلت الى ان اليهود يستقبلون في معارض العرب بابهة واحترام… وهذا منطق في التاريخ، قد وجد مبررات وصور مماثلة..
اول هذه الصور الدعم المطلق الذي تلقاه الكيان اليهودي من ورثة النازية في المانيا… واضحت المذبحة والمحرقة اشياء من الماضي واستتب الحال بين (يهود) والمانيا كذا ….. الحال بين بريطانيا وفرنسا والمانيا كل الامم تتعارك وتدخل في سلام لكن اليهود معنا لهم قصة اخرى فقبل ان يجف كامب ديفيد كمعاهدة سلام مصرية يهودية واستتب اليقين على ان السادات قرر اخراج مصر من الصراع والمواجهة حتى هاج الكيان اليهودي بحملة استيطان مسعورة محنونة متغطرسة، وانتزعت ملكيات من ارض فلسطين المحتلة بشكل عاكست فيه اليهودية معاني السلام بين الامم ولما قبل الفلسطينيون (بالهم اليهودي) وتنازلوا عن حقهم التاريخي في مدنهم وقراهم التي ما زالت ماثلة امامهم باشر اليهود حملة من السطو على الروح الفلسطينية اشد واكثر تجريحا ومكرا وقساوة من انتزاع الارض من تحت اقدام اصحابها.. اما الاردن فحصتنا في العلاقة مع اليهود (فيها من التنكيت والتبكيت) ما يثير الهم والغم فهم يريدون ويوافقون بكرم غير مسبوق على تبادل المصالح بيننا في امور الطاقة والغاز والمياه شي حضاري يعني العلاقة بيننا!!!
ثم حين ياتي الموضوع الى القدس والاقصى يتحول اليهود الى ناكرين للمعاهدات والاتفاقيات المبرمة ويتجاهلون الدم الاردني الاردني المقدس والذي شخب من اجساد كل الاردنيين حتى حافظوا على عروبة القدس ولقد جلل سيدنا المرحوم الحسين رحمه الله مهابة الدم الاردني حين رفض ثلاث مرات ان يتضمن خطابه عام ١٩٩٤ امام الكونغرس الطلب بالغاء الديون الاردنية وفقط طالب بحقوق الاردنيين في القدس مستجيبا لاستحقاق الدم الذي سال على عتباتها وتضمنت المعاهدة ذلك الجزء البهي الخاص بحق الهاشميين بالقدس وفي كل يوم يذكرنا اليهود مستوطنين وشرطة وخيول انجليزية وكلاب بوليسية مسعورة وحماية من الجيش ان لا حق لكم في القدس !!!!
يا الهي… لقد دفعني هذا التناقض، اليهودي، الصهيوني، الاسرائيلي، وللاسف كلها بمعنى واحد في السلوك الى طرح عدة اسئلة مشروعة !!!
اولا: هل هذا الغرب المتوحش المسعور والكاره للاخر عكس ما يشيع عن نفسه من تنوع وتعدد (كلهم ترمب) لكن الاختلاف في الملامح … الذي اخذ على عاتقه انشاء هذا المشروع لليهود في قلب القلب للعرب هل كان بحاجة بغية انشائه ان يقتلع شعبا باكمله وكان ذلك ظاهرة في التاريخ جديدة!!
ليس اليهود اول من استوطنوا في مكان ليس لهم بل ان امة العرب هي من علمت الاستيطان للبشرية في الاندلس لكن لو عاد منصف وقرا تجربتي الاستيطان اليهودي والعربي لادرك اين منبع الحضارة.. فما زالت اسبانيا تعيش من سياحة دخلها منها مثل دخل اهم دولة عربية من النفط وهي بقية الاستيطان العربي.. ما الذي في المقابل سيتركه اليهود حين يغادرون بمشروعهم ارض فلسطين دمار
وقتل وتقليع اشجار عمرها الاف السنين ومقابر الارقام وملاحقة اطفال !!؟…
لم اختار الغرب الاوروبي والامريكي الفرض القسري المتعجرف لهذا لكيان !!
كان اليهود جزء من امتنا ووزير مالية العراق يهودي…
الثاني: بعد الاقتلاع لكل فلسطين راح الغرب (فرنسا منحتهم المفاعل النووي وطائرات الميراج) وبريطانيا زودتهم بكل شيء حتى اغرقوا
مصر في فقر مدقع انسى المصريين كبريائهم لشدة اهواله لقد (خنقوا مصر في حروب متعاقبة، ٤٨ ، ٥٦ ، ٦٧ ، ١٩٧٣ مما جعل مصر تنشد الخروج من مأزق المواجهة وبأي ثمن، كل ذلك حتى يرتاح اليهود بعدها انقلبوا الى الاردن احرقوا اخضره ويابسه وكبدونا اثمانا لولا قيادة الهاشميين الحكيمة لغرقنا في حرب اهلية اليهود سببها وحدهم مثل لبنان… وخرجنا من الصراع طالبين النجاة ثم وبعون امريكي لا حد له ولا حدود دمر الامريكان العراق فدوى عينين (عين اسرائيلية) وعين (ايرانية) كل حضارة العراق الغيت لصالح سعادة اليهود وراحتهم
لقد وقف شمعون بيريز صباح (١٦ / 17) ١٩٩١ كانون الثاني مصرحا (شكرا لامريكا لانها دمرت خطر العراق علينا وهذا يوم مشهود في تاريخ اسرائيل).
ولبنان سويسرا العرب بعد ان اخرج الفلسطيني منها ظن اهل لبنان ان السمن والعسل عالباب لكن الدمار الذي حل بلبنان كان لتحقيق الامان للكيان اليهودي.. وسوريا التي لم تطلق طلقة واحدة على اليهود منذ مناورة ١٩٧٣ بالذخيرة الحية بين الجيشين اليهودي والسوري
تم تدمير سوريا بالكامل ومحاولة شطبها من الخريطة كدولة بتحالف يهودي تركي امريكي كي لا يحس اليهودي وهو يعلن هضبة الجولان مشروعا سياحيا اسرائيليا بأي تهديد..
لقد كانت كلفة ان يهنأ اليهود في فلسطين باهظة على الانسانية كلها وهذا شيء يفوق قدرة اليهود على احتمال امكانية الاستمرار!!
حتى هذا الغرب الذي بت مقتنعا ان لا تناقض في عقله الباطن سوى (الاسلام العربي) لن يتمكن من تواصل التدمير الوحشي لكل اجزاء امة العرب حتى يرضى ثلاثة او خمسة ملايين يهودي
لا اليهود ولا الغرب المجنون والمفتون في التفنن باذلال العرب بقادر ان يدفع الثمن لمئة سنة قادمة لقد علمنا التاريخ ان كل غزوات
الغرب المتوحش لبلادنا تصمد في المئة سنة الاولى والمئوية الثانية لاية غزوة تكون رحلة البدء للنشوء والارتقاء لهذه الامة لو فتح اليهود رحلة الحروب الصليبية بيننا وبينهم لعلموا ان عنفهم وقهرهم لهذه الامة باشر رحلة التسريع في نهوضها….
ادري ان العديد ممن تتاح له الرغبة قراءة هذا المقال سيزم شفته على شفته ويمد لي لسانه ويقول كفاك هذرا هذه امة قد انتهت الى الابد !!!
وانا اقول لليائسين منا ولكل البائسين من اليهود ان امة العرب امة الفضائل والشمائل وامة مفاجأة الاعداء بقوة كل الاعراق وهدير القبائل…
عودوا ايها اليهود واقراءوا كيف ان اعتداء متسرعا على شرف احدى حرائر الامة (الاعتداء على قافلة حجات النساء) على يدي ارناط كيف
اشعل المنطقة باسرها وكيف كانت اخرة ارناط.. وانتم تقترفون اليوم في كل لحظة ضد هذه الامة الف حدث مثل فعل ارناط …
انني اتمنى لو ان اليهود في تحالفهم العلني مع امريكا والسري مع الذين نعرف لا تأخذهم العزة بالاثم لان انحدارهم بسبب سلوكهم المتعجرف قد يبدأ عما قريب هذا ليس نبوءة عراف او ساحر هذا تنبؤ من وقف على كيف اسلم تيمور لنك مدمر بغداد وكيف رحل ريكاردوس عن ديارنا بعد ان زوج اخته لـ (العادل) شقيق صلاح الدين..
في مؤتمر فرساي الذي عقد عقب الحرب العالمية الاولى كان هناك قضايا ثلاث مطروحة على طاولة المنتصرين (المسألة الكردية، المسألة اليهودية، ومذبحة الارمن)…
ولقد خذلت الجغرافيا الاكراد وخرجوا من دائرة الاهتمام.. والارمن بتواطؤ فرنسي تركي الغيت فكرة الادانة والحل ونجح وايزمان في احياء موضوع وطن اليهود لان الهند لم ترل بقرة حلوب للانجليز وقناة السويس حاجة انجليزية…
سوف تتغير الدنيا ولم يبق لكم عندنا لحظة الانتهاء من هذا الصراع سوى مجموعة صور لا يمكن الدفاع عنها طفل ثلجت جثته ومجانين يريدون باقتحاماتهم للاقصى تأجيج الصراع دينيا وساعتها (لقوا عن روسكم) إذا ستظهر موجة جديدة من التطرف، لان عقلاء العرب سيختفون بسبب ضغطكم….
لم يبق لكم سوى انكم تماديتم باكثر من قدراتكم بكثير لو ان عاقلا مثل اسحق رابين يطل على هذا الكيان من جديد فيوقف مجزرة في التاريخ لن يكون لها مثيلا ان تحول الضغط اليهودي الى برنامج عمل ويصير الذي بيننا وبينهم ليست جغرافيا وصراع حدود بل مواجهة دينية شاملة ساعتها فان (الله أكبر) ستضع كل النووي اليهودي تحت النعال نريد سلاما يتحقق على قاعدة لا تفوق في السلام التفوق في الحروب وحسب فهل توقفون هذا الجنون من الغطرسة والتفوق المزعوم!!